تعاني قرية المنير، التابعة لمركز مشتول السوق بمحافظة الشرقية، من مشكلة مياه الصرف الصحي التي تملأ شوارع القرية والتي أغلقت جميع الشوارع الرئيسية للبلدة، وعلى الرغم من ذهاب أهالي القرية إلى المحافظ أكثر من مرة، إلا أنهم لا ينالون إلا ردًا واحدًا: “اصبروا هو احنا مورناش غير المنير بتاعتكوا”، وذلك بحسب الأهالي.
وبحسب الأهالي، فإن القرية غارقة تمامًا في برك الصرف الصحي، بالإضافة إلى أن المواسير غير صالحة ومتهالكة تمامًا، ما يتسبب في معاناة كبيرة لأهالي القرية؛ من بينها أن كبار السن لا يستطيعون الذهاب إلى المساجد لأداء فريضة الصلاة، أو الذهاب إلى مقار عملهم، وذلك لانتشار برك مياه الصرف الصحي فى كثير من الشوارع الرئيسية والحيوية بالقرية، فضلًا عن أن الأهالي لا يستطعيون نقل الموتى إلى مقابرهم لعدم الاستطاعة بالسير به وسط هذه البرك، مضيفًا بأنهم يلجأون إلى السيارات حتى يتمكنوا من توصيل الموتى إلى مثواهم الأخير.
كما أشتكى الأهالي في الآونة الأخيرة بتعرض الأطفال إلى الكثير من الأمراض التي أودت بحياة بعض الأطفال مثل أمراض حساسية الصدر والربو والجفاف.
الإخوان هما السبب!
وفي محاولة لحل مشكلة الصرف الصحي في القرية، تقدم بعض الأهالي بمبادرة لحل تلك المشكلة بالتعاون مع أحد أساتذة الهندسة بالزقازيق من أبناء القرية، وكانت المبادرة تعمل على الضغط على الوحدة المحلية لتوفير المتطلبات اللازمة لحل المشكلة إلى جانب تعاون جميع أهل القرية في حلها.
وبعد رفض الوحدة المحلية التعاون مع أهالي القرية، تعرض مقدمو المبادرة لتلفيق القضايا التي تتهمهم بالانتماء لجماعة محظورة وغير ذلك من القضايا، مما جعل الأهالي يخافون حتى من التكلم عن هذه المشكلة.
وبسؤال أحد أصحاب مبادرة حل المشكلة -رفض ذكر اسمه- عن سر ملاحقة رئيس الوحدة المحلية لهم قال: “أنا مش عارف لازم نكون فاسدين ونشفط فلوس الناس فى كروشنا علشان نعجب المسؤلين وختم كلامه بالآية الكريمة: “أخرجوا آل لوط من قريتكم”.
فيما صرح مهندسون مختصون، بأن مياه الصرف الصحي تصرف بكاملها في التربة تحت البيوت وأنذروا بأنه سوف يحدث انهيار كامل لتربة القرية بكاملها قريبًا جدًا وحتى الآن لم يستجب أي من المسؤولين إلى هذه المشكلة.
المسؤولون للأهالي: ماتستحموش!
وبسؤال أحد أهالي القرية ويدعى “سلطان”، عن مدى تأثير هذه المشكلة على حياته الشخصية قال: “والله أنا عندي أمشى ييجى كيلوا علشان أوصل بيتى طالما الشوارع الأساسية مقفولة بالميه، ولا إني ماستحماش زي ما المسؤولين بيقولولنا لما بنشتكيلهم من أزمة الصرف”.
وتابع قائلًا: “لما بنقول للمسؤولين الميه عندنا بقت تحت البيوت وبيوتنا قربت تقع، بيردوا علينا ويقولوا “ماتستحموش” يعني منستحماش يعني حسبنا الله ونعم الوكيل ماييجوا يحلوا لينا المشكلة دي بدل قاعدتهم في التكييفات”.
وما زال أهل القرية يعانون من الأمراض وانسداد الطرقات بمياه الصرف الصحي ومهددين بانهيار القرية بكاملها في أي وقت ولا حياة لمن تنادي.