تناولت صحيفة الإندبندنت البريطانية، في تحقيق مطول لها اليوم، أبعاد الأزمة الليبية وتداعياتها، مؤكدة دور الغرب في تفاقم المشكلة الليبية، مشيرة بإصبع الاتهام تحديداً إلى الدور الأمريكي في البلاد الذي رأت فيه أنه يضر أكثر ممّا ينفع.
وقالت الصحيفة إنه بعد قرابة أربعة أعوام على مقتل العقيد القذافي على يد الثوار الليبيين فإن حلم الديمقراطية في هذا البلد لا يزال بعيد المنال؛ حيث تتكاثر الجماعات المسلحة وتتزايد رقعة الاشتباكات في ما بينها.
وحول الأسباب التي أوصلت البلاد إلى حالة الفوضى، تقول الصحيفة البريطانية إن الولايات المتحدة سعت إلى تدريب العديد من الثوار الليبيين وتطويرهم، وأمضت عاماً كاملاً في هذا الصدد، غير أن الولايات المتحدة تخلت عن تلك الخطة بعد أن بدأت البلاد تدخل شيئاً فشيئاً في أتون الحرب الأهلية.
وتوضح الصحيفة أن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، كان على ما يبدو يسعى لتجنب المصير الذي انزلق إليه سلفه جورج بوش الذي دخل حرب العراق، دون أن ينسى ضرورة التدخل المحدود في هذا البلد.
ولم يجد برنامج التدريب الأمريكي لمجندين ليبيين كبير صدى بين الفصائل المسلحة في ليبيا، فعملية السفر الشاق لغرض تلقي التدريب لا تبدو لهم مغرية في وقت يمكنهم الحصول على التدريب والمال داخل ليبيا، بحسب ما قالته “الإندبندنت”.
ولفتت الصحيفة إلى أنه وفي صيف 2014 توجه أكثر من 300 ليبي إلى معسكرات باسنبورج في بريطانيا، إلا أن ثلث هؤلاء تم استبعادهم وإعادتهم إلى ليبيا بعد أشهر قليلة، في حين طالب آخرون باللجوء السياسي في بريطانيا، مضيفة أنه وفي خريف العام نفسه تم إعادة الفرقة كاملة إلى ليبيا قبل انتهاء تدريبهم، بعد ما قيل من قيام بعض أفراد القوة، وهم تحت تأثير الخمر، باعتداءات جنسية في مدينة كمبردج القريبة.
ونقلت الصحيفة الأمريكية، تصريحا لمسؤول أمريكي قال فيه: “إن من تم تدريبهم في الخارج تفرقوا عندما عادوا إلى ليبيا”، في حين تؤكد الصحيفة أن الغرب كان له دور سلبي في عدم التعاطي الجدي مع تحديات الوضع الليبي؛ الأمر الذي أوصل البلاد إلى الحرب الأهلية وانتشار الفوضى والسلاح.