أثار التضارب الذي أظهرته بعض مانشيتات الصحف القومية والصحف الخاصة المقربة من النظام الحاكم، بشأن عدد السفن والحاويات التي مرت بقناة السويس عقب افتتاح التفريعة الجديدة لقناة السويس، الخميس الماضي، موجة من الجدل والسخرية عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وكان عدد من الصحف الحكومية والخاصة الموالية لسلطة الانقلاب قد وقعت في خطأ مهني فاضح؛ حيث ذكرت كل صحفية في عددها الصادر، أمس السبت، رقمًا مختلفًا عن الآخر في أعداد السفن التي مرت بقناة السويس بعد افتتاح تفريعة السيسي.
ونشرت صحيفة أخبار اليوم “القريبة من النظام الحاكم، في عددها الصادر، أمس السبت، خبرًا رئيسيًا على صفحتها الأولى جاء عنوانه “99 سفينة تعبر قناة السويس الجديدة بحمولة 6 ملايين”.
فيما نشرت جريدة التحرير القريبة أيضا من النظام الحاكم خبرًا عن الموضوع نفسه، لكنها نشرته برقم مختلف؛ حيث قالت الصحيفة “47 سفينة تعبر قناة السويس في أول يوم عمل” بينها 25 سفينة في القناة الرئيسية و22 سفينة في الجديدة.
أما جريدة الجمهورية الحكومية والمقربة كذلك من النظام الحاكم فكان لها رأي آخر؛ حيث قالت في صدر صفحتها الأولى كذلك “22 سفينة تعبر قناة السويس في يومها الأول”.
وفي المقابل، وعلى صعيد مختلف أيضًا، أكد محمد صقر، مدير إدارة التحركات بهيئة قناة السويس، في تصريحات تليفزيونية لبرنامج “الحياة اليوم”، مع الإعلامية لبنى عسل، على قناة “الحياة” أن عدد السفن التي مرت بالقناة 48 سفينة خلال الـ24 ساعة الماضية في الاتجاهين، بينها 26 سفينة بقافلة الشمال و22 أخرى بقافلة الجنوب.
نشطاء: عباس غلط في الحساب
وعبر صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي، سخر النشطاء والمغردون من تضارب الصحف الداعمة للانقلاب في أرقام السفن التي مرت بالقناة، مؤكدين أن التضارب في أعداد السفن التي مرت بالقناة يكشف مدى الخداع الذي تمارسه سلطات الانقلاب العسكري على المصريين بنشر أرقام متضاربة سواءً في عدد السفن التي مرت خلال يوم واحد فقط، أو حتى في العائد المتوقع من التفريعة الجديدة للقناة.
وربط النشطاء بين تضارب الأرقام وبين الإملاءات التي تصدر للصحف الداعمة للانقلاب العسكري من قبل جهات سيادية كالشؤون المعنوية أو مكتب السيسي بقيادة عباس كامل أو غير ذلك من الجهات التي تتحكم في الصحف المصرية.
ومنذ انقلاب الثالث من يوليو 2013، وهناك أذرع إعلامية مأمورة بدعم هذا الانقلاب، عن طريق تكليفات تصلها من جهات سيادية، وهو ما كشفت عنه تسريبات قناة “مكملين”، والتي أوضحت دور اللواء عباس كامل، مدير مكتب السيسي، في التنسيق بين هذه الأذرع الإعلامية، ودور كل واحد.
وبخلاف تسريبات “مكملين”، نرى بين فترة وأخرى، خاصة منذ تولي قائد الانقلاب عبدالفتاح السيسي، مقاليد الأمور في مصر، توحد عناوين معظم الصحف الداعمة للانقلاب، في مناسبات مختلفة، كان آخرها مانشيت “مصر والسعودية جناحا الأمن العربي”.
فيما علق بعض النشطاء بشكل ساخر على التضارب في أرقام قناة السويس بأنه قد يكون خطأ في الحساب من قبل عباس كامل، مدير مكتب السيسي، وهو الأمر الذي تسبب في خطأ في الأرقام في كل الصحف.