أكدت صحيفة النيوزويك الأميركية: “أن القمع الذي يمارسه قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي لن ينهي وجود الإخوان بل وسيدفع شباب الجماعة إلى ترك السلمية”.
و قالت الصحيفة :إن السيسي يرتكب كوارث في مجال حقوق الإنسان هي الأسوأ على الإطلاق حيث قام بحظر التجمع السلمي و قامت الشرطة بإطلاق النار على المتظاهرين ، و ارتكبت انتهاكات بحق آلاف المعتقلين بدون محاسبة مرتكبيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن أي معارض للنظام يواجه بالقمع الشديد لكن يتم استهداف الإخوان بشكل خاص ومنذ الإطاحة بالرئيس مرسي سجن عشرات الآلاف من أعضاء الجماعة و فر القليل إلى المنفي وبخاصة اسطنبول .
وقارنت الصحيفة بين أحكام القضاء على أعضاء و قيادات الجماعة وبين الأحكام التي صدرت ضد مبارك حيث حكم على مرشد الجماعة بالإعدام في إبريل 2014 من بين 682 آخرين في محاكمة استمرت ثماني دقائق فقط و قام القضاء المسيس أيضاً بالحكم على الرئيس مرسي بالإعدام في مايو 2015 أما مبارك ديكتاتور الثلاثين عاما حصل على ثلاث سنوات فقط لإتهامه بتهم فساد .
ونقل التقرير عن مصطفى النمر الناشط السابق بالإخوان القول بأن ” الإخوان المسلمين سيستمرون في النضال ضد النظام الحالي بسبب وجود 100.000 أسرة لديها سبب مباشر للأخذ بالثأر من نظام السيسي و من المستحيل أن تتم السيطرة على جميعهم ، فهم متماسكون بالرغم من القمع الذي يعمل كالغراء “
و أشارت الصحيفة إلى أحداث العنف التي استهدفت أنصار الإخوان حيث تحول صيف 2013 إلى حمام دم ، و قتل أكثر من 800 متظاهر في فض اعتصام رابعة العدوية، و هو ما اعتبرته منظمة هيومان رايتس ووتش أسوأ من المجزرة التي حدثت في ميدان “تيانانمن” بالصين عام 1989
ولفت التقرير إلى البنية المتماسكة للإخوان وشروط العضوية الصارمة بسبب القمع الذي مورس ضدها على مدار العقود الماضية فبحسب شادي حميد الخبير بشئون الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز فإنه ليس من السهل الحصول على عضوية الجماعة فالأعضاء عليهم أن يمضوا من خمس إلى ثماني سنوات كأفراد عاديين لكي يحصلوا على العضوية الكاملة ويقول معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى ” إن الجماعة تسعى إلى أسلمة الفرد عن طريق عملية ” تلقين جامدة” يلي ذلك أسلمة العائلة ، و المجتمع ،و الدولة ، و العالم ”
واعتبرت الصحيفة أن جزء من القبول الشعبي للجماعة يرجع إلى تبنيها للإسلام السياسي جنباً إلى جنب مع العمل الإجتماعي مما أكسبها السمعة الجيدة عن طريق إدارة المدارس ، و المستشفيات والنوادي الرياضية ، و الخدمات الإجتماعية الإخرى، و انتشرت الجماعة في العديد من الدول من السنغال إلى روسيا و في مصريقدر عدد الإخوان ب 500.000 يشارك العديد منهم بـ 15% من دخولهم كتبرع للجماعة .
وتري الصحيفة أن قمع السيسي للجماعة فإنه من المحتمل أن تتغير جذرياً ، حيث يوجد انقسام بين أولئك المتمسكين بعدم العنف و الآخرين الذين يعتبرون العنف شرعي في بعض الحالات، ونقلت عن ” حامد ” القول بأن النظام الحالي قد أجبر الجماعة على تحول جيلي فبسبب وجود الحرس القديم بالخارج أو في السجون كان على الأعضاء الأصغر أن يرتفعوا إلى مستوى الحدث و يتولوا القيادة ” .
وتشير الصحيفة إلى أنه من بين القيادة الجديدة من يطالب بـ ” العنف الدفاعي ” الذي يهدف إلى زعزعة النظام بالهجوم على البنى التحتية مثل شبكة الكهرباء و الإنتقام من قوات الأمن .
وختمت الصحيفة بالقول ” تراقب دول أخرى الموقف عن كثب فالإخوان إحدى الحركات السياسية القليلة التي تنبذ العنف في الشرق الأوسط وواحدة من الأفضل تنظيماً، وتمثل أيضاً ألد أعداء اللاعبين الكبار مثل السعودية التي تدعم السيسي بمليارات الدولارات، و بالرغم من تخفيف سالمان للأجواء معها بسبب تركيزه على مواجهة إيران فإن الإخوان ستظل تهديد محتمل للمملكة السعودية .