قالت مجلة ذي إيكنوميست، “بعد عقود من الإهمال، أصبحت مصر مثالًا بارزًا على التحول الكلي من القطاع العام إلى الخاص، خصوصا فيما يتعلق بالتعليم، فعلى الرغم من أن الإنفاق العام على التعليم قد ارتفع اسميًا، إلا أنه انخفض من 5.1% من الموازنة في 2003 إلى 3.6% في عام 2013، وفقا للأرقام الحكومية”.
وأضافت الأسبوعية البريطانية “بعد استقلال دول العالم العربي، لجأ العديد من الدول إلى توفير الخدمات لمواطنيها، خصوصًا تلك التي تبنت المنهج الاشتراكي؛ مثل جمال عبدالناصر في مصر، وحافظ الأسد في سوريا. لكن التغيرات، التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط منذ القرن الماضي أثرت في سلوك المواطنين، خصوصًا في مجال البحث عن الخدمات؛ حيث بدأت شعوب المنطقة تهجر الخدمات العامة المتدهورة إلى القطاع الخاص، من أجل توفير الضروريات”.
وأشارت لتصنيف المنتدى الاقتصادي العالمي المدارس الابتدائية في مصر بأنها ثالث أسوأ المدارس في العالم؛ حيث يتراكم الطلاب بأعداد كبيرة في مشهد مقزز، إضافة إلى أن الآباء يؤكدون أن المدرسين لا يكلفون أنفسهم العناء لتلقين الطلاب أي شيء، بل يطالبون برشاوى لمنح الطلاب درجة النجاح.
ونتيجة لهذا الإهمال؛ تنتشر الدروس الخصوصية بكثرة، وبحسب التقديرات، فإن أكثر من 70% من الطلاب يتلقون دروسًا خصوصية، وقد اضطر ذلك الكثير من المصريين إلى اللجوء إلى المدارس الخاصة، لتعليم أبنائهم والاستغناء عن المدارس الحكومية.
ثم انتقلت ذي إيكونوميست للحديث عن المستشفيات، مشيرة إلى إطلاق مجموعة من الأطباء المصريين خلال الشهور الأخيرة حملة للكشف عن الإهمال الذي تعاني منه المستشفيات الحكومية، وقاموا بنشر صور القطط في العنابر، ومخلفات بشرية في الطوابق.
ولفتت إلى أن هناك دولًا أخرى لم تعانِ من تدهور بهذه الدرجة في القطاع الصحي، مشيرة إلى أنه “بات من الطبيعي في مصر اللجوء للمستشفيات الخاصة وعيادات الأطباء بعيدًا عن القطاع العام الذي بات في حالة مزرية”.