أثار فض اعتصامي رابعة والنهضة، العديد من ردود الأفعال الدولية والعربية؛ حيث انتفض العديد من الحكومات الغربية وبعض الدول العربية ضد المجزرة التي ارتكبت في حق المدنيين خلال الفض وقتل المئات من المتظاهرين وإصابة الآلاف، في حين دعم عدد من الدولة العربية فض الاعتصام، خاصة دول الخليج بقيادة السعودية والإمارات، وقدمت الدعم المادي والسياسي للنظام المصري.
جلسة مغلقة
أعلنت الأمم المتحدة، استنكارها فض الاعتصام، وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، استخدام العنف ضد المتظاهرين، وقال المتحدث باسم بان، إن الأمين العام “يدين بأشد التعابير حزمًا أعمال العنف التي وقعت في القاهرة عندما استخدمت قوات الأمن المصرية القوة ضد المتظاهرين”.
وعقدت جلسة مغلقة في مجلس الأمن حول الأحداث، طلبت عقدها كل من بريطانيا وفرنسا وأستراليا، ذكرت رئيسة المجلس أن الأعضاء رأوا أنه من المهم إنهاء العنف في مصر وأن تمارس الأطراف أقصى درجات ضبط النفس.
أميركا
استنكرت الولايات المتحدة استخدام العنف ضد المتظاهرين، وأدان البيت الأبيض “بقوة” لجوء قوات الأمن إلى العنف ضد المتظاهرين في مصر، وانتقد إعلان حالة الطوارئ في البلاد، وقال مساعد المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش أرنست: “إن الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر”، داعيًا الجيش المصري إلى التحلي “بضبط النفس”.
وفي 15 أغسطس، ألقى الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خطابًا حول الأحداث المصرية قال فيه: “إن الولايات المتحدة تدين بقوة الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية ضد المدنيين”، ودعا السلطات في مصر إلى احترام الحقوق العالمية للإنسان وإلغاء حالة الطوارئ والبدء بحوار شامل.
وقرر إلغاء مناورات النجم الساطع بين الجيشين الأميركي والمصري التي كانت مقررة الشهر التالي آنذاك.
تركيا
أصدر مكتب رئيس الوزراء التركي، بيانًا، جاء فيه “الأسرة الدولية وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية، يجب أن توقف هذه المجزرة فورًا”، وأشار البيان إلى أن موقف الأسرة الدولية أدى فقط إلى تشجيع الحكومة الحالية على تدخلها اليوم”.
وقال رئيس تركيا السابق، عبدالله جل، للصحفيين في العاصمة التركية أنقرة: إن “ما حدث في مصر تدخل مسلح ضد مدنيين يتظاهرون لا يمكن أن يقبل إطلاقًا”، داعيًا كل الأطراف إلى الهدوء.
أوروبا
أدان الاتحاد الأوروبي فض الاعتصام، وقال متحدث باسم مفوضية الشؤون الخارجية في الاتحاد، إن أنباء سقوط القتلى تثير قلقًا بالغًا، وأن العنف لن يؤدي إلى حل، وطالب الحكومة المصرية بالتحلي بضبط النفس.
وفي 21 أغسطس، أعلن الاتحاد الأوروبي تعليق ترخيص تصدير الأسلحة التي قد تستخدم في القمع الداخلي في مصر.
وطالب وزير الخارجية الألماني، جيدو فيسترفيله، جميع الأطراف بالعودة بشكل شامل إلى عملية سياسية تضم كل القوى السياسية”.
وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية البريطانية، إن حكومته تشعر بقلق عميق إزاء التقارير الواردة من القاهرة، وأوضح الناطق الرسمي أن الحكومة تحث على الحوار من أجل التوصل إلى حل سلمي، مشيرًا إلى حديث وزير الخارجية في 27 يوليو، عن أن الوقت مناسب الآن للحوار وليس المواجهة.
وأدانت فرنسا، أعمال العنف الدامية التي وقعت في مصر، ودعت إلى وضع حدّ فوري للقمع، جاء ذلك في بيان لوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، وأضاف فابيوس أن القوة ليست هي الحل، ودعت فرنسا جميع الأطراف من الأحزاب المصرية إلى رفض العنف والبدء في الحوار لجميع القوى السياسية المصرية لغرض إيجاد حل ديمقراطي لهذه الأزمة الخطيرة.
وأعرب الفاتيكان عن قلقه من الأحداث في مصر، ودعا البابا فرنسيس للصلاة من أجل ضحايا العنف الدامي في مصر ومن أجل السلام والحوار والمصالحة.
واعتبرت وزيرة الخارجية الإيطالية، إيما بونينو، أن تدخل الشرطة “لا يسهم في إيجاد تسوية” ودعت قوات الأمن إلى المزيد من “التحكم في النفس”.
أسيا
استنكر العديد من دول أسيا المجزرة، ووصفت الخارجية الإيرانية فضّ اعتصام رابعة العدوية والنهضة بـ”المجزرة التي ترتكب بحق الشعب المصري”، وأدانت -في بيان لها- “أحداث العنف المؤسفة والمجزرة التي ترتكب بحق الشعب المصري”.
ودعت الصين، كل الفرقاء في مصر إلى ضبط النفس واللجوء إلى الحوار لحلّ الخلافات.
وقالت الخارجية الروسية -في بيان لها-: “في هذه المرحلة الصعبة التي تشهدها مصر، ندعو جميع القوى السياسية في هذا البلد الصديق إلى التحلي بضبط النفس؛ بهدف تجنب تصعيد جديد للتوتر وسقوط ضحايا آخرين”، كما دعت كل الأطراف المصريين إلى الحوار.
الدول العربية
انقسمت الدول العربية بين داعم ورافض لفض الاعتصام؛ جاءت على رأس الدول العربية الداعمة للمجزرة السعودية، حيث دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، المصريين والعرب والمسلمين إلى التصدي لكل مَنْ يحاول زعزعة أمن مصر، مؤكدًا أن السعودية شعبًا وحكومة تقف مع مصر ضد ما وصفه بالإرهاب والضلال والفتنة.
وتحدث موضحًا دعمه ومساندته لمصر ورفض أي تدخل في شؤونها واستعداد بلاده لدعم مصر.
وأعلنت الإمارات العربية المتحدة، دعم مصر وسيادة الدولة المصرية ضد من وصفتهم أنهم يوقدون نار الفتنة ويثيرون الخراب فيها، وأكدت أنها تدعم دعوة خادم الحرمين الشريفين لعدم التدخل في شؤون مصر الداخلية.
وأصدرت وزارة الخارجية، بيانًا، قالت فيه إنها “تتفهم الإجراءات السيادية التي اتخذتها الحكومة المصرية”.
وأضاف البيان “مما يدعو للأسف، أن جماعات التطرف السياسي أصرت على خطاب العنف والتحريض وعلى تعطيل المصالح العامة وتقويض الاقتصاد المصري مما أدى إلى الأحداث المؤسفة اليوم”.
وأكد وزير الخارجية الأردني، أن الأردن يقف إلى جانب حكومة مصر في سعيها الجاد نحو فرض سيادة القانون وإعادة الاستقرار لشعبها العريق وتحقيق إرادته في نبذ الإرهاب وكل محاولات التدخل في شؤونه الداخلية.
وأكدت البحرين -في بيان- على الدعم الكامل لما ورد في تصريحات خادم الحرمين الشريفين تجاه كل من يحاول المساس بشؤون مصر الداخلية وحقها الشرعي في الدفاع عن المصالح الحيوية للشعب المصري الشقيق ورعايتها والمحافظة عليها.
وأعلنت الكويت، دعمها الإجراءات التي تقوم بها الحكومة المصرية للحفاظ على الأمن والاستقرار وتحقيق ما عبر عنه الشعب المصري من آمال وتطلعات.
وفي المقابل، استنكر عدد من الدول العربية المجرزة، وجاءت على رأس هذه الدول قطر، والتي قالت إنها تتمنى على كل من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني.
وندّدت الحكومة التونسية بشدّة الاعتداءات التي استهدفت المعتصمين بالساحات المصرية.
وأدان بيان صادر عن وزارة الخارجية السودانية، أعمال العنف التي صاحبت فض الاعتصاميْن في القاهرة، مؤكدًا أن السودان يتابع تطورات الأوضاع بكل اهتمام وحرص.