شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

ميدان “بالاس” بالمنيا.. شاهد عيان على نضال الثوار ودماء الشهداء

ميدان “بالاس” بالمنيا.. شاهد عيان على نضال الثوار ودماء الشهداء
ميدان بالاس، ميدان الثورة، ميدان الشهداء، هكذا عرف الميدان الشهير الذي يتوسط محافظة المنيا بالضبط، منذ بداية ثورة الخامس والعشرون من يناير وهو يعتبر أيقونة الثورة والمعتصمين أيا كانت مطالبهم.

ميدان بالاس، ميدان الثورة، ميدان الشهداء، هكذا عرف الميدان الشهير الذي يتوسط محافظة المنيا بالضبط، منذ بداية ثورة الخامس والعشرين من يناير، وهو يعتبر أيقونة الثورة والمعتصمين أيًّا كانت مطالبهم.

ومنذ ثورة يناير، انطلقت من هذا الميدان العديد من التظاهرات، مسيرة ضد مبارك، وأخرى ضد المجلس العسكري ووقفة لضباط 8 أبريل، تنديدًا بأحداث محمد محمود ومجلس الوزراء، صورة لجيكا، الثلاثين من يونيو، الثالث من يوليو، الرابع عشر من أغسطس.

عند مرورك من الميدان، ستستشعر الدم والقناصة، رائحة الغاز الخانقة، الدخان الأسود، وحريق مبنى الحزب الوطني، والباعة الجائلين، شريطًا من الذكريات والاعتصامات تمر بهذا الميدان والذي شهد أطول اعتصام بعد الانقلاب العسكري حتى يوم الفض الأربعاء الرابع عشر من أغسطس.

من ذاكرة بالاس، يحكي بعض المرتبطين بالميدان والثورة عن ارتباطهم بالميدان وتأثيير تغيير شكل الميدان من قبل الدولة؛ حيث إنه بعد عام من فض اعتصام بالاس قرر محافظ المنيا الجديد اللواء صلاح زيادة إخفاء ملامح الميدان تحت اسم تطويره وتجديده، وقام بإحلال ميدان جديد، لم يعد شيء بالميدان كما كان من قبل أبدًا، من تربطه ذكريات بالميدان يفهم ذلك جيدًا.

يقول أحمد محمد: “هذه الأرض محملة بدماء الشهداء، يوم الفض سقط الكثير أمام عيني برصاص القناصة، أستطيع تذكر مكان سقوطهم جيدًا، أصيب من أصيب واستشهد من استشهد، ويبقى بالذاكرة كلما مررت من هنا شريط مسجل من الآلام التي لن تمحى مهما تغير شكل المكان”.

أما وليد سامي، مهندس، يحكي أحد المواقف التي لن ينساها يوم الفض؛ يقول: “شاعت شائعة استشهادي؛ إذ إني تلقيت قنبلة غاز بالرأس كادت تقضي عليَّ، أصيب أبي في نفس التوقيت وظلّت والدتي بيننا بالمستشفى الميداني بالميدان تتنقل بيننا لا تخبر أحدنا عن إصابة الآخر”، وحكى عن والدته الثابتة الصابرة وعن ثبات المعتصمين، وعن رائحة الدم التي كانت تفوح في كل ركن بالميدان.

لم يشهد ميدان بالاس من قبل أحداث عنف مثل تلك التي حدثت في الثالث من يوليو أو الرابع عشر من أغسطس، صوت الرصاص والقناصة وكل كميات الغاز تلك التي وصلت أقصاها في ذلك اليومين.

سارة سمير، تحكي بدموع خانقة: “إذا مررت بالميدان بأي وقت أتذكر جيدًا ذلك اليوم الذي تم اعتقالي فيه على بعد خطوات منه، بعد إحدى الوقفات تم اعتقالي مع آخرين، كلما أمر من هنا أستعيد شريط الذكريات ويخفق قلبي كثيرًا ويمتلكني الخوف، من تذكر رهبة هذا المشهد، الألفاظ التي لم أسمعها من قبل، الإهانة والضرب، الصعود لسيارة الشرطه، بعد السحل في الشارع، وكل ذلك لمجرد الهتاف يسقط حكم العسكر.

حتى بعد تجديد الميدان وإخفاء ملامحه القديمة تظل رائحة الدم كما هي والذكريات تسيطر على كل من كان هناك يومًا ما وتعرض لموقف لن ينساه أبدًا مهما تغير شكل الميدان”.

وفي ذلك المكان، سقط حسين ابن الـ15 عامًا بالصف الثالث الإعدادي، والذي يسكن بجوار مسجد الرحمن، برصاص القناصة في السادس عشر من أغسطس بعد الفض بيومين، بعد أن خرج ليأتي ببعض أرغفة الخبز كعشاء لأسرته، لم يكن حسين الوحيد ممن تتضرر بالقتل العمد دون ارتباطه بأي أحداث سياسية سوى فقط أنه يقطن المنطقة، إذ سجلت الضحايا أعدادًا كثيرة من منطقة أبو هلال متتضررين من تعامل الداخلية معهم.

تظل الأماكن كما هي حتى وإن مرت السنوات تلو الأخرى، وترتبط في الأذهان تلك الأماكن حتى لو تغير شكلها، وتبقى رائحة الدم والقتل لعنة تطارد المكان حتى وإن تغير شكله.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023