“الشهيد الحي” هكذا أطلقوا عليه أهالي قريته، كان بخلق شهيد يمشي على الارض طلبها فنالها، هو الشهيد هيبة، شهيد الفيوم.
هو الشهيد عبدالعزيز محمود عبدالعزيز هيبة، 48 عام، لقي ربه عصر يوم الخميس 6 أغسطس على يد قوات الأمن في قرية السليين بمركز سنورس بمحافظه الفيوم، ومعه 5 آخرين من أبناء المحافظة.
يعمل الشهيد مدرس بمدرسة بنين بقرية مطرطارس لمادة الرياضيات، لديه من الأبناء خمسة، كان يتسم بصفات جيدة، كان حافظ لكتاب الله ولقي ربه وهو في “مقرأة القرآن”، كان بارا بوالديه، وكان يطيع والدته في كل شئ.
كان الشهيد مطاردا ولم يذهب إلى بلده منذ 4شهور قبل وفاته، وذلك بسبب مطارده الأمن له، كان متهم في عدة قضايا.
وتحكي زوجته أنه قبل وفاته بساعات قليلة هاتفها لكي يعزيها في والدتها التي توفيت صباح ذلك اليوم الذي استشهد فيه، وقال لها بأنه سينزل القرية قريبا، وكأنه يعلم بأنه سيلاقي ربه بعد ساعات قليلة.
وتضيف زوجته بأنه كان لا يقبل بأي تقصير في الشغل الدعوي، كان جادا في عمله، وعرف مابين أهل قريته بنشاطه الشديد ، وتقول بأن أولاده سيسيرون على دربه، ولن يضيعوا حقه،
وقال نجله الكبير إن والده كان يتمنى الشهادة في سبيل الله، وأنه بعد مذبحة فض رابعة عندما عاد منها كان حزينا لأنه لم ينل الشهادة وكان يدعو بها في كل وقت ويطلب من أهله بأن يدعو له بها طلبها بصدق ونالها”.
فيما يروي شقيق الشهيد أنه قبل استشهاده بيوم كان يقول بأن فرج الله قريب، وأنه سينال هذا الفرج وكأنه كان يودعه بهذه الكلمات.