يضرب الإهمال مستشفى الجامعة بطنطا بمحافظة الغربية، إذ أصبحت المستشفى وكأنها عالم من الفوضى، فضرخات المرضى لا تنتهي، وصرخات ذويهم الذين ملوا من البحث عن سرير يستقبل مريضهم محلول دوائي بعد نفذه، ولا يجدون من ينزعه عنه.
الطرقات يفترشها المرضى وذويهم بانتظار أن يغادر مريض آخر حتى يحلون محله، شكاوى من قبل المرضى وذويهم للمسئولين دون استجابة
والتقت “رصد” مع الحاجة سعاد التي تعاني من نزيف داخلي، وقد انتقلت إلى المستشفى مع نجلها عماد، الذي وجدناه هائجا يصيح في وجه الجميع يبحث عن من ينقذ والدته صاحبة الستون عاما، سألناه عن الحالة فقال إنه ذهب بها إلى طبيب خاص أخبرهم أنها تعاني من نزيف داخلي، وفي حالة حرجة، ولابد من نقلها على وجه السرعة إلى مستشفى الجامعة بطنطا، مضيفا ” وادى حالنا قاعدين بره زينا زي غيرنا من عشرات المرضى”.
والتقينا بحالة أخرى لربة منزل تدعى شيماء، مصابة بقطع في أحد أوتار اليد اليمنى، ترقد بجوار سيدة أخرى مريضة فاقدة للوعي، سألناها عن سبب وجودها في نفس السرير الذي ترقد فيه حالة أخرى فقالت: “خيرونى بين النوم على الأرض وبين النوم بجوار السيدة المسنة، والأرض لم تكن نظيفه بما يكفي، فاخترت هنا”.
فيما التقينا بالطبيب م.ج، طبيب امتياز، وبسؤاله عن حاله الفوضى بالمستشفى قال: “أعداد المرضى تفوق بكثير إمكانيات المستشفى خاصة مع قدوم حالات خطيرة من حوادث طرق وغيرها وعدم توازن عدد الأطباء مع عدد الحالات القادمة”.
ويقول حسن ضياء، “أنا هنا مع والدتي بقالنا يومين ولم يجدوا لها سرير إلى الآن، بيركبوا المحلول ليها في الشارع دون أدنى احتراما لمرضها أو سنها”.
فيما قال محمد عادل، صحفي، “زهقنا من الشكاوى للمسئولين عن هذه الفوضى بالمستشفيات، وتابعنا مع وكيل وزاره الصحة، ووصلنا للوزير شخصيا للتدخل في بعض الحالات”، وأضاف: لابد من محاسبة المسئولين بالصحة فجميع مستشفيات الغربية بهذه الفوضى والإهمال وعدم احترام المريض”.
فيما قال أ.ط ، ابن السيده نعمات ذات الخمس وسبعون عام، ضحية مستشفى المنشاوي العام بطنطا، “أمي انطردت من مستشفى المنشاوي بحجة إن جهاز الأشعة بالمستشفى به عطل، وقتها رحنا مستشفى الجامعة أملا في معاملة أفضل، ولكن لا فرق فمستشفيات طنطا الإهمال عنوانها”.
