شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

المرابطات في الأقصى.. أهداف لجيش الاحتلال.. وشوكة في حلق المتطرفين

المرابطات في الأقصى.. أهداف لجيش الاحتلال.. وشوكة في حلق المتطرفين
في باحات المسجد الأقصى المبارك، تأتي النساء الفلسطينيات، شابات ومسنات كل يوم، يجتمعن حوله، يقمن الصلاة ويتدارسن كتاب الله، وتقام هناك أيضًا الشعائر الإسلامية وتنظم الاحتفالات، خاصة "عقد القرآن" وإشهار الزواج التي كثرت مؤخرًا.

في باحات المسجد الأقصى المبارك، تأتي النساء الفلسطينيات، شابات ومسنات كل يوم، يجتمعن حوله، يقمن الصلاة ويتدارسن كتاب الله، وتقام هناك أيضًا الشعائر الإسلامية وتنظم الاحتفالات، خاصة “عقد القرآن” وإشهار الزواج التي كثرت مؤخرًا.

ليس هذا السبب الوحيد الذي من أجله تأتي هؤلاء النسوة، فهن يعرفن بـ”المرابطات”؛ أي المدافعات عن المسجد الأقصى من هجمات المستوطنين اليهود اليومية.

“كلما أحسسنا بالخطر على أقصانا وحياتنا نهتف الله أكبر، فنجتمع على قلب واحد، ونقف بالمرصاد للمستوطنين المقتحمين”.. تقول الشابة المقدسية لطيفة عبداللطيف (24 عامًا).

لطيفة كانت تأتي من البلدة القديمة بالقدس للصلاة مساءً في الأقصى، لكنها حينما رأت المستوطنين يحرصون كل يوم على اقتحامه وتدنيسه، أدركت أن رباطها في أولى القبلتين أصبح واجبًا.

عن رسالتها تقول: “لن نبرح هذا المكان أبدًا، فهذا المكان لنا، ولن نغادره إلى أي مكان آخر”.

ملاحقة وتضييق

ولا تبالي عايدة صيداوي، التي تبلغ من العمر 53 عامًا “أن يدمر بيتي، وأن يصادر مالي، أما المسجد الأقصى فهو خط أحمر. إذا ما استولوا على الأقصى، فلن يكون شيء في القدس على ما يرام”.

وضاعف الاحتلال، جنودًا ومستوطنين، من انتهاكاته بحق القدس واقتحام مسجدها الأقصى، وسط دعوات مستمرة بضرورة تقسيم الصلاة في الأقصى على غرار ما حدث في المسجد الإبراهيمي في خليل الرحمن، جنوب الضفة الغربية المحتلة.

ولا يكاد يمر يوم إلا ويدنس الأقصى من المستوطنين المحروسين من الجيش والشرطة، فيما يتصدى المرابطون لهم بأصوات التكبيرات وأجسادهم العارية ويتعرضون للضرب بالعصى والاختناق من أثر القنابل الغازية، فضلًا عن الاعتقال والإبعاد.

النساء المرابطات لا يسلمن بالطبع من هذه الاعتداءات، فكثيرا ما وثقت عدسات الكاميرات صورًا لهن وهن يتعرضن للضرب والاعتقال.

فهذه زويا بدواني، إحدى المرابطات في السابعة والستين من عمرها، تقول إنها تعرضت للأذى من المستوطنين، وهي الآن تربط بضمادة رسغها الذي تعرض للكسر أثناء المواجهة.

ومع اشتعال القدس بالمواجهات مؤخرًا، وتزايد عمليات المقاومة الفردية التي استهدف المستوطنين والجنود بالطعن والدعس، اتخذت شرطة الاحتلال إجراءات مشددة خففت بموجبها اقتحامات المستوطنين، بناءً على نصائح الجهاز الأمني لتخفيف التوتر وامتصاص الغضب.

وطالت القيود أيضًا النساء المرابطات؛ حيث منعن بموجبها مرارًا من دخول المسجد، وهي القضية التي أثارتها عضو الكنيست حنين الزعبي، ويوثقها مقطع فيلم تظهر فيها النساء وهن يطاردن من قبل ضباط الشرطة ويمنعن من عبور بوابات المسجد إلى الداخل.

إضافة إلى المنع، هناك الاعتقال والإبعاد القسري عن الأقصى، وقد صدرت أوامر إبعاد في حق 23 سيدة لمدد تتراوح ما بين 15 يومًا إلى 30 يومًا، من بينهن قاصرتان تتعلمان في المدرسة الثانوية الشرعية الموجود مقرها داخل المسجد الأقصى؛ إذ سُمح لهما فقط بالتواجد داخل مبنى المدرسة، على أن يغادروا المكان فور انتهاء الدوام مباشرة، وذلك لأسبوعين. بالإضافة إلى الطفلة حور عابدين (14 عامًا) وهي أصغر المبعدات عمراً، وأبعِدَتْ لـ15 يومًا.

ولم تفلح هذه الإجراءات التعسفية والقيود، في ثني النساء عن أداء ما يعتبرنه واجبًا مقدسًا، بل فرضًا شرعيًا للتصدي للمحاولات الإسرائيلية الحثيثة لتهويد القدس ومقدساتها.

محاربة المرابطين

هذا الأمر دفع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي “جلعاد أردان” إلى الطلب من وزير الحرب “موشيه يعلون” بضرورة الإعلان عن جمعية “المرابطين” و”المرابطات” بصفتها “جمعيات غير مُرخصة” والإعلان عنها خارجة عن القانون.

ويدعي الوزير الإسرائيلي أن “تلك الجمعيات تتعقب زيارات الجماعات اليهودية للحرم القدسي، تصرخ بوجوههم بعنف وباستفزاز وتسد الطرق بوجه زوار الحرم القدسي.

ويتيح القانون الإسرائيلي لـ”يعلون” الإعلان عن مجموعة مُعينة كـ”تنظيم غير مُرخص” وفقًا لنهج تلك المجموعة وسلوكها. يتم أيضًا، بعد الإعلان عن مجموعة ما بصفتها “مُنظمة غير مُرخصة”، الحجز على ممتلكاتها ويُمكن حينها لأي شرطي أو شخص، لديه صلاحية، الدخول لأي مكان فيه أملاك لتلك المجموعة وحجزها إلى حين تلقي أمر من وزير الحرب.

وزارة الخارجية الفلسطينية من جهتها، أدانت بشدة التصريحات العنصرية لوزير الأمن الداخلي الاسرائيلي، جلعاد أردان، بشأن مطالبته لوزير الحرب الإسرائيلي يعلون باعتبار الجمعيات الفلسطينية الناشطة في الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والمرابطة فيه “جمعيات خارجة عن القانون ومحرضة على العنف”.

وأكدت الوزارة -في بيان لها- أن هذه التصريحات، ما هي إلا دليل جديد على مضي الحكومة الإسرائيلية في استهدافها للمسجد الأقصى المبارك، من أجل السيطرة عليه وتقسيمه زمانيًا ومكانيًا، وهي تمثل قلبًا وتشويهًا للحقائق وتضليلًا للرأي العام العالمي، خاصة أن الحرم القدسي الشريف يواجه يوميًا هجمات تدنيس واقتحام من قبل مجموعات وجمعيات يهودية متطرفة تدعو وبشكل علني إلى هدم الأقصى وإقامة “الهيكل” المزعوم، وهو ما لا يعتبره الوزير الليكودي أردان تحريضًا ودعوة للعنف والتطرف!!



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023