منذ انقلاب الثالث من يوليو عام 2013، لم تتوقف المظاهرات والمسيرات المعارضة لحكم لعسكر فى محافظة الفيوم، سواء في المراكز أو القرى التابعة للمحافظة، على الرغم من شدة القبضة الأمنية، وسقوط العشرات من أبناء المحافظة شهداء على يد قوات الأمن والبلطجية التابعين لهم.
وكان الشهيد ، محمد سعيد سيد شلقاني، أول شهيد من معارضي الانقلاب قتل على يد بلطجية تابعين لفلول الحزب الوطنى يوم 23 يونيو2013.
وأعلن ناصر العبد، مدير أمن الفيوم، حرب التصفية والقضاء على معارضي العسكر منذ تعيينه في 22-7 -2014 .
وفي 6 أغسطس؛ قامت قوات الأمن بتصفية 5 من معارضى حكم العسكر أثناء قيامهم بمقرأة للقرآن الكريم فى مزرعة أحدهم. وقال أحد شهود العيان – وهو أخٌ لصاحب المزرعة الذى استشهد – إن قوات الأمن اعتقلتهم ثم قامت بتكبيلهم من الخلف وقاموا بتعذيبهم ثم أطلقوا عليهم النار من الخلف مما أدى إلى استشهادهم في الحال.
ولم تتوقف قوات أمن داخلية الانقلاب عند ذلك؛ بل قامت بتصفية الشهيد، أحمد حامد في 21 من أغسطس، وكانت اعتقلته قبلها بخمسة أيام وأكدت أسرته أنه استشهد تحت التعذيب فى قسم بندر الفيوم، وأنه لم يعانِ من أى أمراض مزمنة كما زعمت مديرية الأمن .. ليرتفع بذلك عدد من قامت قوات الأمن بتصفيتهم من معارضى حكم العسكر إلى 6 أشخاص في شهر واحد .
التصفية ليست السلاح الوحيد الذى استخدمه “العبد” ضد المعارضين فى الفيوم؛ فقد وصلت إلى الفيوم تعزيزات أمنية من عشرات المدرعات ومئات من قوات الأمن المركزي قادمة من القاهرة؛ لإحكام السيطرة الأمنية على جميع قرى المحافظة، وقامت قوات الأمن بعشرات المداهمات اليومية لمنازل المواطنين في جميع مراكز المحافظة، أسفرت عن عشرات من حالات الاختفاء القسري، وقد أبدى الأهالى تخوفهم من قيام قوات الأمن بتصفية أبنائهم، خصوصًا بعد تصفية الشهيد أحمد حامد داخل مركز شرطة بندر الفيوم، إضافة إلى عدد من المختفين قسريًا وهم: سعد ربيع، وعبد الله محمد، ومحمد صالح رياض، وبلال عثمان، من قرية الطاحون بمركز سنورس منذ 18 أغسطس.
كما تقوم قوات الأمن بإخفاء كل من: ربيع أحمد، و أيمن راتب منذ 20 أغسطس وحتى الآن، وهما من مركز يوسف الصديق.
ولم تتوقف الانتهاكات الأمنية عند ذلك، بل واصلت قوات الأمن انتهاكاتها الأمنية باقتحام مسجد ومدرسة لاعتقال معارضين للنظام؛ ففى قرية دفنو اقتحمت قوات الأمن المسجد الوسطاني أثناء صلاة العصر، واختطفت مصطفى الروبي – 34 عامًا – مدرس.
وفى قرية محرم بمركز اطسا أيضًا، اقتحمت قوات الامن بزي مدني مدرسة سلومة مصطفى، وقاموا باختطاف حمدي صالح – 44 عامًا أثناء قيامه بممارسة مهام عمله الوظيفية بمراقبة امتحانات الدور الثانى.
وفى قرية سنوفر التابعة لمركز الفيوم اقتحمت قوات الأمن أحد الافراح وقامت بالاعتداء على الحضور، وتكسير الإضاءة، واختطفت محمود محمد بهجت – موظف، وصديقه سعيد جمال محمد، وتم اقتيادهما إلى جهة غيرمعلومة.
لم يسلم أهالى مركز ابشواى من حملات الاعتقال ، ففي قرية أبو جنشوا قامت قوات الأمن باعتقال محمد رجب رمضان – تاجر نباتات طبية – ويوسف محمد زايد – طالب جامعى، وطه محمد عجمى – طالب جامعي.
وفي مدينة أبشواي ذاتها قامت باعتقال محمد أحمد عبدالمقصود – 30 عاماً خريج كلية تجارة – والشيخ سليمان على رضوان – تاجر عسل.
وبحسب تصريحات إعلامية لرابطة أسر المعتقلين فى محاظة الفيوم فقد تم تسجيل أكثر من 25 حالة اختفاء قسرى لمواطنين فى الفيوم خلال شهر أغسطس، ظهر بعضهم بعد فترة وعليه علامات التعذيب وآخرين لم يتم العثور على أماكنهم حتى الآن.
كما تقوم قوات الأمن بعمل العشرات من الكمائن يوميًا على مداخل المراكز والقرى وتفتيش المارة والسيارات ، ووصلت عمليات التفتيش إلى حد تفتيش الهواتف المحمولة للمارة بحثًا عن أى دليل لمعارضتهم حكم العسكر.
ورغم تلك الانتهاكات الأمنية الكبيرة؛ مازال المعارضون لحكم العسكر يخرجون فى مسيرات يومية بمراكز وقرى محافظة الفيوم ، اعتراضًا على الانقلاب العسكري، واعتراضًا على تصفية واعتقال العشرات من أبناء المحافظة؛ مؤكدين أن الانتهاكات الأمنية لن توقفهم عن الخروج ضد الانقلاب العسكري.