تم اكتشاف المادة الفعالة في الأسبرين( حمض السلسليك ) قبل الميلاد حيث لاحظ أحد القرويين أثناء مداواته لجرحه بسائل يخرج من لحاء شجرة الصفصاف أن هذا السائل خفف الألم و عمل على سرعة التئام الجرح ، من هنا بدأ العلماء في استخلاص هذه المادة الفعالة لمعرفة تركيبها حتى تمكنوا من تصنيعها معمليا في صورة قرص الأسبرين … وفى النصف الثاني من القرن الماضي وأوائل القرن الحالي اكتشف الباحثون بأن هناك أشجارا أخرى ونباتات عديدة تنتج حمض السلسليك أو مواد شبيهة له ، وقد لوحظ ارتفاع نسبة وجود هذه المواد الكيميائية في النباتات عند تعرضها للقحط أو الإصابة أو لتغيرات غير متوقعة في المناخ وذلك لضمان التئام الجروح التي ألمت بها ولتسكين الألم الذي تُعاني منه جراء الجروح والتهتك .
وترجع كلمة سلسليك إلي الكلمة اللاتينية Salix والتى تعنى أشجار الصفصاف حيث أكتشف أو استخلص منها أولا.
الأسبرين
يقول أساتذة أمراض النبات :حامض السلسليك ” الأسبرين” ينتجه النبات طبيعيا كواقي أو كحائط صد ضد العديد من الأمراض النباتية ، من هنا جاءت فكرة رش النباتات بهذا الحامض كبديل آمن للمبيدات بغرض زيادة المقاومة الطبيعية للنبات وهو مايسمى بالمقاومة المستحسة والتي تعنى زيادة المقاومة الطبيعية داخل الأنسجة النباتية وقد وجد أنه بإضافة بعض المركبات الكيماوية الآمنة أو بعض الكائنات الحية ( المقاومة البيولوجية ) تؤدى إلى زيادة معنوية في تركيز حامض السلسليك داخل النبات وبالتالي زيادة مناعته الطبيعية ضد العديد من الأمراض النباتية ، كما وجد أيضا معاملة البذور بهذا الحامض يؤدى إلى رفع قدرتها المناعية بشكل عام وتحفيزها على إنتاج السلسليك الطبيعي ، وبشكل عام فإن إضافته للنبات ليس الهدف منه هو السبب المرضى فقط وإنما الأهم من ذلك هو زيادة نشاط وميكانيكية الجهاز المناعي للنبات الأمر الذي يترتب عليه تكوين بعض المركبات الطبيعية والتركيبية التي من شأنها صد أي هجوم محتمل من المسببات المرضية، وقد وجد أن معظم الخضروات الورقية تحتوى أوراقها على نسبة عالية من حامض السلسليك لذلك فهي تمتلك قدرة فائقة على مقاومة أمراض المجموعة الخضرية.
أبو قراط
كتب الطبيب اليوناني أبوقراط في القرن الخامس قبل الميلاد عن مسحوق مستخرج من لحاء الصفصاف يمكن أن يخفف من ألم الحمى، كما ذكر أيضا في مخطوطات سومرية و فرعونية وأشورية قديمة، فلقد كان الإغريق والهنود الحمر بالأمريكتين وقدماء المصريين يستخدمون اللحاء الداخلي اللين من قلف (قشر) وأوراق نبات الصفصاف كمنقوع في الماء ويشرب لعلاج ارتفاع حرارة الجسم في الحميات وعلاج الصداع والآلام الروماتيزمية ،وقد اكتشف العلماء أن سبب هذا التأثير العلاجي لمسحوق لحاء الصفصاف هو وجود مادة ” السالسين “والتي أطلق عليها فيما بعد الصيدلي الإيطالي ” بيريا “عام 1838 حامض السالسليك”الأسبرين”
العلاج بالصفصاف
العلاج بلحاء و أوراق الصفصاف معروف منذ العصور القديمة ، وكان يستخدم كمضاد للالتهاب ويشتهر بقدرته على تخفيف الآلام وخفض الحمى, ويشار إلى أن الأسبرين تم تصنيعه بداية من قشور نبات الصفصاف بحسب الجرعة المسموح بها في الدستور الألماني من 60 إلى 120 ملجم من الساليسين لعلاج الصداع والذي يعادل ملعقة من قشور الصفصاف ،كما يشكل حمض الصفصاف عنصرا أساسيا في العديد من منتجات العناية بالجلد كالمستخدمة في علاج حب الشباب ، والصدفية،والثآليل ونحوها، كما يستخدم في العديد من الشامبوهات المستخدمة لمعالجة القشرة لما له من تأثير على خلايا الجلد،كما يضاف لبعض الأطعمة لحفظها, فإضافته للزبدة ,مثلا, يحفظ لها مذاقها الأصلي لبضعة شهور وحتى في الأجواء الحارة, كما يمنع تعفن الفواكه، ويدخل في صناعة معاجين الأسنان كمادة معقمة.