انهارت الهدنة بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري، في ثلاث مناطق، بعد الاتفاق، صباح السبت، على تمديد وقف إطلاق النار، وعادت الاشتباكات إلى مضايا وقريتي كفريا والفوعة المحاصرة من قبل المعارضة؛ ردًا على حصار النظام للزبداني.
قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت، إن وقف إطلاق النار في مدينة سورية قرب الحدود اللبنانية وقريتين انهار بعد تجدد القصف.
وكان وقف إطلاق النار بين الجيش السوري و”حزب الله” اللبناني من ناحية، ومقاتلي المعارضة السورية من ناحية أخرى، قد بدأ سريانه في مدينة الزبداني وقريتي كفريا والفوعة، أول أمس الخميس.
وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد، ومقره لندن، إنه جرى تمديد وقف إطلاق النار في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة ولكنه انهار بحلول الصباح.
وأشار أحد أعضاء المجلس المحلي لمدينة الزبداني، إلى تعرض بلدة مضايا “المجاورة للزبداني” لقصف عنيف صباح السبت بعد فشل المفاوضات، وقال أحد سكان بلدة كفريا -في اتصال هاتفي مع الوكالة الفرنسية-: “إن عشرات القذائف تتساقط على البلدة منذ ساعات الصباح الأولى”.
ويحاصر مقاتلو المعارضة، بينهم عناصر من “جبهة النصرة”، بلدتي الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية مارس، ولم يعد للنظام تواجد ملموس في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما مليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار أبو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.
ويأتي الحصار ردًا على تضييق الخناق والهجوم العنيف الذي شنته القوات النظامية المدعومة من حزب الله على الزبداني الحدودية مع لبنان، وسبق أن تم التوصل إلى هدنة أولى استمرت من 12 إلى 15 أغسطس، ثم انهارت بعد اصطدام المفاوضات بطلب الفصائل المقاتلة الإفراج عن سجناء لدى النظام.
وتناولت المفاوضات، خلال الجولة الأولى، انسحاب مقاتلي المعارضة من الزبداني مقابل إجلاء المدنيين من الفوعة وكفريا بعد إدخال مساعدات إلى البلدتين، وبحسب المرصد السوري، فقد تمّت مناقشة نفس النقاط خلال مفاوضات الهدنة الثانية، إلا أن طرفي النزاع لم يتمكنا من التوصل إلى اتفاق.