قال الكاتب ماجد مندور: “إن الحركات الاحتجاجية في العالم فشلت في إدراك الأسس الاجتماعية لأنظمة الحكم؛ فعلى سبيل المثال فشلت حركة الاحتجاج المصرية في استيعاب أن الصراع كان ضد الطبقة الرأسمالية العسكرية، وليس ضد مبارك في حد ذاته”.
وأضاف -في مقال بعنوان “الشعب يريد.. لكن ما الذي يريدونه؟” على موقع “أوبن ديموكراسي” البريطاني-: هذا الأمر منح الجيش المصري فرصة للتلاعب وتهميش وتفتيت حركة الاحتجاج، خاصة بعد انقلاب 2013، حيث انقسمت مصر إلى معسكرين: هؤلاء الذين يدعمون الانقلاب العسكري، وآخرون يعارضونه”.
وأشار إلى “أن الثورات الكبرى في أجزاء أخرى من العالم أثبتت أن طبيعة الصراع تنبع من هيمنة فئة اجتماعية معينة، وأن هذا الفهم الدقيق للعملية الثورية يعتبر أمرًا أساسيًا لنجاح هذه الحركات”.
وتابع: “من المفارقات أن يروج لشعار “الشعب يريد” المستبدون العرب أنفسهم؛ حيث إن السلطات جميعها تخرج من شخصية محورية، عادةً ما يكون رئيس الدولة، وتتركز جميع أمراض المجتمع وحلولها في يد هذا الرجل كما تتبعه نزواته جميع مؤسسات الدولة، هذا الأمر خلق وهمًا يوحي بأنه بمجرد الإطاحة برأس الدولة، ستكون الأزمات أكبر وأكثر”.
واستطرد: “يمكن القول إن مفهوم “الشعب” على الرغم من جاذبيته والتوحد حوله، بحاجة إلى أن تعترف الحركات الاحتجاجية بأن طبيعة الصراع هو ضد الطبقات الاجتماعية الأخرى داخل مجتمعاتهم، وعلى هذا النحو يجوز استخدام “الشعب” ككل، والذي قد يسمح لصعود الشوفينية الوطنية، والتي يمكن استغلالها ممن هو أكثر وعيًا بطبيعة الصراع، وأبرز مثال على ذلك هي مصر؛ حيث يدعو نظام السيسي للفخر الوطني، من خلال ازدراء الخصوم ووصفهم بـ”الخونة” للأمة.