قال الدكتور نادر فرجاني، الكاتب وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن “تجربة” سنغافورة جديرة بالاحتذاء، ولكن ليس في تحلية ماء البحر؛ لأن “هرم سنغافورة الأكبر” هو توظيف التعليم لصنع التقدم، وبالتحديد جودة التعليم في الفروع العلمية المؤسسة للمعرفة الحديثة: الرياضيات والعلوم.
وذكر “فرجاني” -خلال منشور له على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”- أن زيارة سنغافورة من أجل التعرف على تجربتها في تحلية مياه البحر تبدو لي كزيارة أوربي لمصر وذهابه إلى شارع الهرم ليزور مطعم “ماكدونالدز” وليس الهرم الأكبر، وذلك في إشارة لزيارة السيسي لمحطة تحلية المياه هناك وتركيز الإعلام المصري على ذلك.
وذكر “فرجاني” أنه لمن يريد أن تنهض مصر بالتعلم من سنغافورة، مؤكدًا في الوقت ذاته أن هرم سنغافورة الأكبر هو جودة التعليم في سنغافورة؛ حيث أعيدت هندسة المجتمع والاقتصاد عدة مرات في تاريخهما المعاصر، وكانت كل طفرة في الاقتصاد والمجتمع تلي إعادة هندسة نسق التعليم ومنظومة الابتكار والإبداع.
وشدد الكاتب والمفكر على أن تاريخ تطور سنغافورة، التي تحقق الآن أعلى المراتب في الإتجاز التعليمي في المباريات الدولية في العلوم والرياضيات على صعيد العالم كله، لصيق الصلة بجهود دؤوبة وممتدة عبر الزمن في مجال إصلاح التعليم.
وأكد أنه قبل 1965 كانت سنغافورة معتمدة اقتصاديًا بشكل شبه تام على التجارة مع ماليزيا.
وذكر أنه بعد الاستقلال كان عليها أن تؤسس لهوية وطنية متماسكة وأن تنقل الاقتصاد من الاعتماد المبالغ فيه على المتاجرة إلى ااقتصاد تصديري حديث، وبدوره تطلب ذلك بناء نسق للتعليم يخدم غرض الأمة الفتية.