“مزلقان الموت” هكذا يعرف مزلقان الحبشي للسكة الحديد بمحافظة المنيا، حيث لقي عشرات المواطنين حتفهم عليه تحت عجلات القطار، وسط تجاهل تام من المسؤولين.
عشرات القتلى والحوادث وكثير من الدم شهده هذا المزلقان دون أي تحرك من المسؤولين، فالبلوك من أيام الإنجليز لم يتغير حتى الآن، والفاصل بين الحياة والموت سلسلة لا تسمن ولا تغني من جوع.
وبدأت بعض التغيرات والإصلاحات في المزلقان منذ شهر فبراير الماضي، تزامناً مع حالة توقف حركة القطارات في الجمهورية؛ فقد تم تغيير أرضية السكة الحديد، وبناء هيكل لبلوك جديد سيتم بناؤه؛ وهو ما أعطى أملا للناس، ولكن الإصلاحات لم تتم وتوقف كل شيء.
وسألت شبكة “رصد” الأهالي عن هذه المشكلة، فقال معين راضي، العامل بالمزلقان: “تليفون أبويا العمدة بنستخدمه وإحنا في القرن الحادي والعشرين، لو التليفون اتعطل ولو لدقيقة اتأخر الرد تكون راحت أرواح في النص”، مضيفا: “طلبنا مسؤولين كتير جدا بالتغيير ودخل السكة الحديد كبير جدا وميزانيته كبيرة وتسمح، وبعد كل حادث يأتي كل محافظ يعطي وعودا بالتغيير ولا يحدث شيء”.
وعبر أحد الأهالي، ويدعى محمود حسن، عن استيائه من وجود السلسلة قائلاً: “السلسلة زي ما هي.. الكارثة كلها في السلسلة.. الناس بتعدي فوقها والعربيات بتقطعها والقطر معدي.. ومفيش أمن ولا مركز شرطة مفيش غير أمين شرطة وحيد ميقدرش يعمل حاجة ولا يسيطر على الناس”، وأضافت أم محمد “وجود سوق الخضار بجوار المزلقان مصيبة كبيرة وكارثة، ولا بد للمسؤولين وضع حد لكل هذا العبث ورخص الأرواح”.
وقال يسري حسن، أحد الباعة بالسوق: “شالوا أرضية السكة والفلنكات وجددوها على عينا وراسنا، لكن السلسلة زي ما هي ماتغيرتش، والبلوك القديم اللي من الأربعينات العاملين لسه مدفونين فيه، هما كده يعتبروا مغيروش حاجة اللي يعمل حاجة يكملها للآخر، مش يراضوا الناس بشوية حفر وعربيات ويمشوا”.
جدير بالذكر أنه آخر حادث شهده مزلقان الحبشي راح ضحيته 9 أشخاص نتيجة ذلك الإهمال؛ حيث قطعت سيارة السلسلة واصطدم بها القطار بعد دخولها على مساره.
