قبل 14 عامًا، وتحديدًا قبل 11 سبتمبر 2001، لم يكن شبح الحرب على الإرهاب قد وصل لزهوه، ولم يكن لدى الغرب هذا الهوس الذي نراه تجاه كل عربي مسلم يتجه نحوهم.

ففي ذلك اليوم، قامت أربع طائرات ركاب بعمليات انتحارية وحولوا هذه الطائرات إلى صواريخ موجهة نحو برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومقر وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” خارج واشنطن، ليبدأ العالم عموما والعرب خصوصًا في مواجهة اتهامات برعاية الإرهاب  بشكل مستمر.

هذا وقد شهدت الولايات المتحدة الأميركية، اليوم الجمعة، إقامة فعاليات مختلفة إحياءً لذكرى الهجمات والتي راح ضحيتها حوالي 3 آلاف شخص.

وشملت هذه الفعاليات الوقوف في حالة صمت لدقائق بمختلف أنحاء البلاد، فضلاً عن تنظيم حفل تأبين بمركز الزائرين الذي تم افتتاحه بولاية بنسلفانيا التي شهدت تحطم إحدى الطائرات الأربع المنفذة للعملية.

أما مدينة نيويورك، فجاءت مراسم بالنصب التذكاري والمتحف اللذين كان قد تمت إقامتهما لهذا الغرض حيث قام أفراد أسر الضحايا بقراءة أسماء ذويهم الذين قضوا في هذه الأحداث، بالإضافة إلى أسماء ضحايا التفجير الذي وقع عام 1993 بمركز التجارة العالمي.

وفي السياق ذاته، تم افتتاح نصب تذكاري جديد لتأبين ضحايا طائرة شركة يونايتد إيرلاينز في رحلتها رقم 93، وهي الطائرة الرابعة التي اختطفت خلال هجمات 11 سبتمبر 2001، والتي يبدو أن ركاب الطائرة تسببوا في إسقاطها بأحد الحقول بولاية بنسلفانيا لإحباط هجوم على واشنطن.

من جهته، أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالية “إف بي آي” بواشنطن بيانا أكد خلاله أنه ليس هناك تهديد محدد أو جدي يهدد الولايات المتحدة في هذه الذكرى، مستدركًا: “لكن هناك بالتأكيد بعض التهديدات التي نستمر في مراقبتها في إشارة إلى أنشطة تنظيم “القاعدة” و”تنظيم داعش”، بعد ذلك أعلنت السلطات الأميركية القبض على شخص في ولاية فلوريدا الأميركية بتهمة التآمر لشن هجمات إرهابية تستهدف مراسم تذكارية ستقام في ولاية كنساس لتكريم رجال إطفاء لقوا حتفهم في الهجمات عام 2001.

قصور أمريكي 

وذكرت صحيفة واشنطن تايمز أن “هجمات سبتمبر عام 2011، زادت من تعزيز دور القوات الخاصة الأميركية في تنفيذ السياسة الخارجية للولايات المتحدة”.

وأضافت الصحيفة أن “الهجمات المفاجئة التي شنها الإرهابيون على برجي مركز التجارة العالمي، كشفت أوجه القصور في منظومة القوة الأميركية، فبالرغم من التدريبات المكثفة لمختلف فروع القوات الأميركية، إلا أن هذه القوات لم يتم اختبارها في حروب فعلية منذ نهاية حرب فيتنام خلال النصف الأول من عقد السبعينيات”.

وتابعت: “بعد وقوع تلك الهجمات توسعت الإدارة الأميركية في استخدام القوة المسلحة في العديد من مناطق العالم، وبالتحديد احتلال كل من العراق وأفغانستان، ولكن أصبحت هذه القوة الأكثر تسليحًا خلال لافترة الراهنة، وتم تزويدها بالعديد من منظومات العتاد الأكير تطورًا، وهو ما اتضح في تنفيذ عملية اغتيال أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة في باكستان عام 2012”.

هاشتاج “NeverForget911“

وعلى موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، تم تدشين عدة هاشتاجات من أهمها #NeverForget911 الذي أبدى غالبية رواده تعاطفهم ومواساتهم لأهالي الضحايا؛ حيث قالت د. ليندا تشولر “في هذا الوقت علينا أن نتذكر جميع من ماتوا، أولئك الذين خدمونا، لن ننساكم أبدا”.

ونشرت ليدي ساندرزفارم  صورة تحمل فارين من دمار الأبراج  من عدة أجناس وألوان مختلفة ولا تفرقة بينهم وعلقت عليها قائلة : “كان ذلك قبل أوباما، أما الآن فكل شيء “عنصري””.

فيما رد جاسر البدراني  على مشاركة جنرال أميركي قائلا:”وماذا عن قتل الجيش الأمريكي لحوالي مليون عراقي؟”

وذكّر معاذ مصطفى أن اليوم يشترك الأمريكيين مع السوريين في إحياء الذكرى، فأمريكا لعملية 11 سبتمبر وسوريا لذكرى ميلاد بشار الأسد.

وجاءت بعض التعليقات أيضًا مستنكرة للحدث، فقال بيجاد نادي: “كنت في أمريكا وشهدت رد الفعل في الإعلام وكان العنوان الأبرز في أغلب القنوات أمريكا (يجب أن تنتقم)، وانتقموا شر أنتقام!”

وقالت أخرى :” فيلم وثائقي مقنع إلى حد ما”، بينما قالت أخرى: “أكبر كذبة في تاريخ البشرية وللأسف انطلقت منها محاربة الإرهاب وفي الحقيقة أنها محاربة للإسلام بشتى الطرق والوسائل”.

وتابعت قائلة: “في مثل هذا اليوم لم يحضر الموظفين اليهود للبرجين، كلهم تغيبوا عن الدوام ! بمحض الصدفة !”.

رسوم 11 سبتمبر

ولم تغب ذكرى أحداث 11 سبتمبر عن رسامو الكاريكاتير بأغلب الصحف العربية والعالمية؛ إذ نشرت صحيفة نيوز أدفانز  كاريكاتير تحت عنوان “Never Forget“

وتحت نفس العنوان نشرت صحيفة نيويورك تايمز كارتونًا آخر

كما نشرت صحيفة يو إس نيوز  صورة لعلم الولايات المتحدة على شكل قلب وبداخله برجي التجارة  وتمثال الحرية

وقام الرسالم “جاري فيرفيل” بنشر كاريكاتيره عن ذكرى أحداث سبتمبر بصحيفة “إندي ستار”

أما صحيفة الميرور فكان لها هذا الرسم

وعربيا نشر موقع عربي 21 كاريكاتير  تحت عنوان “ذكرى الحادي عشر من سبتمبر” يوضح من خلاله ما قامت به الولايات المتحدة في الشرق الأوسط بعد هجمات سبتمبر

وأعادت الكثير من الصحف عددا من كاريكاتيرات الرسام البرازيلي “كارلوس لاتوف” الخاصة بأحداث سبتمبر 2011 ومنها: