يشكو أهالي قرية محلة دياي، التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، من عدم وجود وسيلة نقل نيلية مناسبة تربطهم بمركز شبراخيت بمحافظة البحيرة، مطالبين بضرورة توفير وسيلة النقل المناسبة بدلًا من انتظار “حلم” الكوبري العلوي.
ويبلغ عدد أهالي القرية نحو ٦٠ ألف نسمة، بينهم عدد كبير من موظفي القرية يعملون بشبراخيت، ومعظم الطلاب في مراحل التعليم الثانوي والجامعة مرتبطون بشبراخيت، وأيضًا حركة التجارة والمصالح والطلبات المعيشية وصلات القرابة والمصاهرة بين القريتين، وهو ما جعل أهالي القرية يصرون على وجود وصلة جديدة بين القريتين.
وسيلة النقل الحالية وعيوبها
ويعتمد الأهالي حاليًا على المراكب الشراعية، رغم خطورتها الكبيرة وعدم استيعابها حجم التجارة والتبادل والتنقل الكبير بين البلدين، خاصة مع زيادة عدد السكان، كما أن هذه المراكب غير متوفرة معظم الوقت، مما يجعل الأهالي ينتظرون ساعات لحين وصول المركب لنقلهم.
حلم الكوبري العلوي الذي لا يتحقق
تحدث الأهالي عن أن الحل الأمثل لمشكلتهم يتمثل في إنشاء كوبري علوي أسوة بأماكن كثيرة تتشابه مع نفس مشكلتهم.
حيث تم وضع حجر أساس لإنشاء كوبري، في الثمانينيات، ولكن تمت المماطلة في تنفيذه والتأخير المتعمد وعدم صرف اعتمادات مالية، ومن يومها وحتى الآن تحول مشروع الكوبري العلوي إلي حلم حبيس أدراج الحكومة.
العبارة “حلال” حل متاح
تقدم الأهالي بالعديد من الشكاوى للمسؤولين لتوفير وسيلة نقل مناسبة لهم، وكالعادة تأخر الحل سنوات حتى جاء المهندس سعد الحسيني، محافظ كفر الشيخ الأسبق، وقام بالاتفاق مع محافظ البحيرة لتوفير العبارة “حلال” التي كانت تربط بين فوة في كفر الشيخ والمحمودية في البحيرة، وتم الاستغناء عنها بعد بناء الكوبري العلوي هناك، ولكن توقفت عملية نقل العبارة بعد انقلاب 3 يوليو.
وذهب سعد الحسيني، وحل محله عزت عجوة كمحافظ لكفر الشيخ، وجمع من أهالي محلة دياي مبلغ ١٨ ألف جنيه لنقل العبارة إلى القرية وتشغيلها؛ وبالفعل نقلت العبارة إلى القرية ولكن لم تعمل بسب عدة عقبات أهمها عدم وجود مرسى لها.
افتتاح أسطوري لعبارة لم تدخل العمل
رغم أن العبارة لن تعمل بسب عدم وجود مرسى لها، إلا أن ذلك لم يمنع تدشين حفل افتتاح ترتب عليه حضور محافظ كفر الشيخ ومحافظ البحيرة والقيادات الأمنية إلى قرية محلة دياي، وأعلن يومها عن تخصيص مرسى للعبارة بالقرية وانتهى الحفل ولم تتحرك العبارة من مكانها!
رحل “عجوة”، وجاء أسامة حمدي عبدالواحد، ليكون محافظًا لكفر الشيخ. واستمرت مناداة الأهالي بطلب توفير مرسى لتشغيل العبارة، إلا أنه رفض؛ معللًا وجود مستحقات لوزارة الري لدى محافظة البحيرة قدرها ١٩٠ ألف جنيه، ولذلك ترفض المحافظة منح تراخيص لإنشاء المرسى الخاص بالعبارة في شبراخيت.
الأهالي يتقدمون بشكاوى ضد المحافظ
ونفد صبر الأهالي من المماطلة واعتبروا أسباب عدم تشغيل العبارة واهية وروتينًا حكوميًا ليس له مبرر، مما دفعهم للتقدم بشكاوى ضد محافظ كفر الشيخ يتهمونه بإهدار المال العام وتعطيل مصالح المواطنين، خصوصًا بعد ركن العبارة فترة طويلة دون عمل مما أدى لتعرضها للصدأ وتآكل المحركات وبعد دفع الأهالي أموالًا من جيوبهم مساهمة في المشروع.
وطالب الأهالي محافظ كفر الشيخ بسرعة تشغيل العبارة النيلية “حلال” أو توفير بدائل أخري تخفيفًا لمعاناتهم المتفاقمة وافتقادهم أبسط مقومات الحياة وهي وسيلة نقل مناسبة.
