على الرغم من أن البحر الفرعوني بالمنوفية، يعد من أهم الممرات ويمثل ثروة قومية وسمكية كبيرة، إلا أنه بات يعاني من إهمال واضح من قبل المسؤولين، ما أدى إلى نفوق أعداد هائلة من الأسماك بسبب تلوث مياهه وعدم الاهتمام بتطهيره وتطويره.
الإهمال البالغ للبحر الفرعوني، دفع الصيادين إلى الاستغاثة بالمسؤولين للتدخل لإنقاذه، خاصة أنه يعد مصدر رزقهم الوحيد.
وأبدى العديد من الصيادين استنكارهم بسبب تزايد الإهمال في البحر والذي تسبب في إصابة العديد منهم بالأمراض مثل البلهارسيا والفشل الكلوي بسبب تلوث المياه.
وبحسب الصيادين، فإنهم تقدموا لمحافظ المنوفية بالعديد من الشكاوى، ولكن لاقت إهمالًا وعدم استجابة لمطالبهم.
ويطل البحر على أكثر من 50 قرية بمراكز أشمون والباجور ومنوف، وطالب مواطنون بفتح ملف الفساد في عملية تطهير البحر الفرعوني، والتي بدأت منذ عدة أعوام، ولكنها لم تنته أو تقم بأي أعمال ملحوظة حتى الآن.
البحر تسمم بالصرف الصحي
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد”، أكد محمود رجب، أحد الأهالي، أن البحر الفرعوني أصبح مسممًا بمياه الصرف الصحي، وبالطبع يدمر المياه الصالحة للشرب؛ فهناك ماسورة تصريف الرواسب التابعة لمحطة مياه منوف تصب في نهاية البحر .
وقالت سمير عادل : الوحدات المحلية ترمي بالقمامة داخل البحر الفرعوني ،فهم من يصنعون المشكلة ولا يفكرون في العلاج ،و توجد مقالب قمامة فى البحر من صنع الوحدات المحلية اضف اليها سيارات الكسح من المجالس المحلية التي تلقي بمحتوياتها فيه.
وأضاف أحمد فاروق، صياد، “أنا شغال صياد بقالي زمن، أكتر حاجة بعاني منها هو التلوث اللي سبب لي الفشل الكلوي ورغم أننا بنعاني لكن بنصبر علشان لقمة العيش، الآن وبسبب التلوث السمك بيموت أو بيهرب من البحر طيب نأكل منين يا حكومة؟!”.
يذكر أن البحر الفرعوني يعد منخفضًا قديمًا ومفيضًا لمياه النيل، ولذلك سمي بهذا الاسم؛ لأنه من عهد الفراعنة وهو يمتد من العرض من دمياط إلى رشيد، ويبدأ من قرية الفرعونية إلى طحلاوي بطول أكثر من 20 كيلو مترًا ويمر بثلاثة مراكز وكان يملأ بالماء قبل بناء السد العالي، وبعد ذلك أصبح هناك مقتنيات وأصبح يتغذى على نهايات بعض الترع إلا أنه في عام 1978 استخدمته هيئة الصرف الصحي كمصرف زراعي مما ساعد في تغيير مواصفات المياه به وأصبحت مختلفة عن المياه العذبة مما أدى الى ظهور مشكلة الصيادين؛ حيث أصبحت المياه الموجودة في البحيرة هي مياه صرف صحي. وفي عام 1982 بدأت الثروة السمكية تقل وبدأت المأساة الحقيقية للصيادين.