شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

في رفح والشيخ زويد.. الدماء والأشلاء تحرم الأهالي من فرحة العيد

في رفح والشيخ زويد.. الدماء والأشلاء تحرم الأهالي من فرحة العيد
يستقبل المسلمون غدا عيد الأضحي المبارك ، حيث يترقب الجميع لحظات العيد تجمع شملهم لاسيما الأطفال ينتظرون ألعاب وضحكات العيد ، غير أنه وعلي حدود مصر الشرقية مدينتين يستقبلون عيد الأضحي المبارك بدماء وأشلاء

مع استقبال المسلمين في شتى بقاع العالم لعيد الأضحى المبارك، وترقب الجميع لحظات العيد لتجمع شملهم؛ لا سيما الأطفال ينتظرون ألعاب وضحكات العيد، غير أن الوضع يختلف على حدود مصر الشرقية وتحديدًا داخل مدينتي رفح والشيخ زويد؛ إذ يستقبلون عيد الأضحى هذا العام بدماء وأشلاء نسائهم وأطفالهم وهم مشتتون عن أوطانهم.

وخلال الأسبوعين الماضيين شهدت مدينتا رفح والشيخ زويد حملة أمنية أطلق عليها الجيش اسم “حق الشهيد” للقضاء على ما أسماها بـ”البؤر الإرهابية” وأسفرت عن مقتل ثمانية وعشرين من أهالي المدينتين بحسب المصادر القبلية من بينهم ثمانية أطفال وثماني نساء، فضلاً عن عشرات المصابين وعشرات النازحين اضطروا لترك منازلهم هربًا من القصف المدفعي وقصف طائرات الـF16، ليمر عليهم عيد الأضحى المبارك، وهم ما بين رحلة نزوح أو علاج.

عائلات تفقد أطفالها

عائلة سامي ضيف الله والتي تسكن قرية المطلة غرب مدينة رفح تستقبل عيد الأضحى المبارك بعد أن ودع الوالد طفله الذي يبلغ من العمر سبع سنوات بعد أن أصابه رصاص قوات الجيش بمدينة الشيخ زويد السبت الماضي، فلن يتمكن هذا العيد من أن يصحبه معه في صلاة العيد ومشاهدة مناسك الذبح.

كذلك الحال في عائلة فريج امبارك طلاق في قرية الزوارعة جنوب الشيخ زويد، سيمر عليهم العيد دون طفلتهم حبيبة سبع سنوات حيث توفيت نتيجة إصابتها برصاص عشوائي لقوات الجيش أثناء مرور الحملة.

بيوت مهدمة بسبب القصف

وفي قرية الوحشي جنوب الشيخ زويد كان لعائلة محمد أبوشنب وضع مختلف هذا العيد، بعد أن قصفت طائرات إف16 منزلهم في الأربعاء الماضي؛ ما أدى إلى مصرع الزوج والزوجة وابنته، وكذلك أسرة عوض محمد في قرية “سادات” غرب رفح؛ حيث سيقضي العيد بدون زوجته السيدة جميلة سليمان وبدون طفله الرضيع أحمد بعد أن تعرض منزلهم للقصف بطائرات إف 16 يوم الأحد الماضي.

مقتل أم ورضيعها على يد الجيش

وحسب ما أكده ع . م أحد سكان القرية: بعد أن قصف المنزل اختفى أثر الأم ورضيعها ظللنا يومين نحاول البحث عنهم حتى عثرنا على جثثهم يوم الأربعاء: أم ورضيعها.. هذا هو الإرهاب الذي يشن عليه الجيش حملته.

وفي قرية جوز أبورعد جنوب رفح كانت الطفلة “سارة نافع سليم” تنتظر أن تستقبل العيد بمنزلها بقريتهم مع خالاتها، غير أنها الآن تستقبله بآلام جراح جسدها وجراح قلبها بعد أن أسقط كمين قذيفة صاروخية فجر السبت 11/9 علي منزلهم ففقدت سارة خالتها السيدة صفاء سلمي عودة، واضطرت عائلتها لمغادرة القرية.

يقول والد سارة: كنا ننتظر أن نقضي العيد بقريتنا، كانت المرحومة صفاء ترفض مغادرة القرية، رغم أن الكثير من جيراننا غادر، الآن وبعد ما حدث جميعنا أصبح لا يريد العودة هناك.

في المستشفى لا طعم للعيد

وفي منطقة بلعة غرب رفح سيقضي جمعة عودة العلوين العيد يصارع الموت في العناية المركزة بمستشفى العريش العام بعد أن أصيب في الثلاثاء بحرق كامل في جسده خلال قصف طائرات إف 16 للمنطقة.

ويقول أحد أقارب جمعة: كان جمعة يقف بجوار المحلات التي تم قصفها ينتظر سيارة تنقله لعمله وبعد أن تم قصف المحلات ظل جمعة ما يقارب من ساعة يصرخ “اسعفوني اسعفوني” وبعدها غاب عن الوعي، ما ذنب جمعة ليحترق بنار القصف كل جريمته أنه أراد الذهاب لعمله.

وأضاف قائلاً: بلعة الآن تتعرض لقصف بشكل مستمر؛ ما أدى إلى نزح كثير من الأهالي، غادرت أنا وزوجتي وأطفالي المنزل بملابسنا لم نتمكن من أخذ أي شيء، زوجتي تخاف أن تذهب للبيت مرة أخرى، وتصيبها نوبة هلع وخوف لمجرد سماعها صوت إف 16، سنقضي العيد ضيوفًا على الناس بعيدًا عن منزلنا.

الحزن يخيم على البيوت

وفي قرية الجورة جنوب الشيخ زويد بدلاً من أن تستقبل السيدة فضية مسلم العيد مع أقاربها وبناتها وجدت نفسها تستقبله وهي تودع قدمها التي فقدتها بعد أن تعرض منزلها للقصف يوم الخميس 17/9 فاضطر الأطباء لبتر قدمها لإنقاذ حياتها.

تقول شقيقتها: فضية ترقد الآن بالعناية، عندما بدأت تستعيد وعيها لم تكن تتكلم فقط ترفع أصبع السبابة للسماء وتتمتم بيارب كأنها تشكوه ما تعرضت له من ظلم.

كحال السيدة فضية أصبح حال أهالي رفح والشيخ زويد، فالجميع لم يعد يمتلك شيئًا يواجه به ما يلاقونه من ويلات حرب يدفعون ثمنها سوى أن يرفعوا أيديهم للسماء، آملين أن تمنحهم تكبيرات العيد بعضًا من الأمان المفقود في مرمى القصف.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023