شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

“أحرار الشام” ينتظرها دور أكبر في سوريا

“أحرار الشام” ينتظرها دور أكبر في سوريا

عندما قضى انفجار على كل قادتها تقريبا بضربة واحدة العام الماضي اعتقد كثيرون أن هذه هي نهاية جماعة أحرار الشام المعارضة السورية القوية التي أسسها أعضاء موالون لتنظيم القاعدة.

غير أنها سرعان ما نهضت من هذه الكبوة أقوى مما كانت. وغيرت زعيمها واختارت قادة عسكريين جددا. وبعد بضعة أشهر انضمت إلى ائتلاف من جماعات المعارضة سيطر على مدينة إدلب بما لا يقل عن 2000 مقاتل ما جعلها أقوى الجماعات نفوذا في جيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

وأصبح لهذه الجماعة الآن طموحات أكبر.

وبدعم قوي من تركيا تلعب أحرار الشام دورا مهما في الحرب الأهلية الدائرة منذ أربع سنوات في سوريا إن لم يكن الدور الأكبر فيما بين جماعات المعارضة باستثناء تنظيم الدولة الاسلامية.

ويسيطر مقاتلو الجماعة على معبر باب الهوى المعبر القانوني الوحيد بين تركيا والمناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في سوريا كما أن للجماعة وجودا قويا حول حلب وإدلب.

ومن الممكن أن يسهم ظهور جماعات قوية للمعارضة المسلحة مثل أحرار الشام التي لها تمثيل سياسي وقوة عسكرية في معالجة انتقادات قديمة توجه للمعارضة التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد.

وتتمثل هذه الانتقادات في الانفصال التام بين جماعات المعارضة المسلحة في سوريا والائتلاف السياسي الذي يعمل انطلاقا من تركيا ولا يتحدث باسم أي من هذه الجماعات.

وقال دبلوماسي غربي إن أحرار الشام تعتبر جماعة غير مركزية تتحلى بالمواقف العملية وعلى استعداد للعمل مع جماعات أخرى وسيكون لها على الأرجح دور في أي محادثات سلام مستقبلا.

وفي حين أن القيادة السابقة لأحرار الشام لم تبد أي اهتمام بفكرة الحكم يبدو أن القيادة الحالية تود أن يكون لها دور في أي حل طويل الأجل في سوريا.

وتتفاوض الجماعة مع حكومة الأسد وحزب الله اللبناني المتحالف معها حول مصير مدينة تخضع لسيطرة مقاتلي المعارضة قرب الحدود مع لبنان وبلدتين شيعيتين تحت سيطرة الحكومة يحاصرهما مقاتلو المعارضة في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد.

وتلقى المحادثات التي انهارت مرتين على الأقل دعما من تركيا وايران اللتين تقفان على طرفي نقيض من الصراع. ومنحت هذه المحادثات جماعة أحرار الشام ميزة اكتساب خبرة في التفاوض لأي محادثات مستقبلية بحثا عن نهاية للحرب.

كما بينت المحادثات مكانة جماعة أحرار الشام بين جماعات المعارضة التي احترمت اتفاقات وقف إطلاق النار التي تفاوضت عليها. ومن بين هذه الجماعات جبهة النصرة.

وقال أحد قادة الجماعة في مقابلة مع رويترز عبر الانترنت مشترطا عدم الكشف عن هويته “أحرار الشام أصبحت الآن نواة لدولة. فلها أساس متين وتتكون من كوادر علمية وأكاديمية لا وجود لها في الجماعات السورية الأخرى مجتمعة.”

وأضاف القائد أن سرعة تغلب الحركة على اغتيال جميع قادتها من الصف الأول وعودتها القوية يظهر أنها حركة تقوم على مؤسسات.

ولم يعلن أحد مسؤوليته عن التفجير الذي قتل فيه قادة الجماعة.

ومنذ ذلك الحين أنشأت مكاتب تتولى المسائل السياسية والعسكرية والدينية والاجتماعية والمالية. وكل مكتب من هذه المكاتب مستقل بذاته لكنه مسؤول أمام قيادة أعلى.

وقال القائد “مازلنا كحركة نؤمن بأن إحدى وسائل تحقيق التغيير هي عن طريق السلاح. ونحن نتعاون مع كل الجماعات على كل الجبهات.”

ورغم جذورها كجماعة متحالفة مع تنظيم القاعدة تستبعد أحرار الشام أي التزام بالجهاد العالمي وتركز على اهتماماتها الوطنية كحركة سورية تحترم حدود البلاد. وتقول إن حربها تقتصر على الجبهة السورية.

ويمثل هذا الموقف مبعث ارتياح للدول الغربية التي يقلقها انتشار مفهوم الجهاد في أوروبا وغيرها.

وإدراكا منها لخوف الغرب المتنامي من نفوذ الجماعات الجهادية المتشددة وقوتها داخل سوريا نشرت أحرار الشام مقالات في صحيفتين غربيتين تنأى فيهما بنفسها عن المتشددين وتقول إنها ستحمي الأقليات الدينية.

كما أنها تعارض تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد.

صلات القاعدة

عندما تشكلت جماعة أحرار الشام كانت تربطها صلات قوية بقيادة تنظيم القاعدة. وكان زعيمها المقتول أبو خالد السوري قاتل إلى جانب مؤسس تنظيم القاعدة أسامة بن لادن وكان مقربا من خليفته أيمن الظواهري.

ومنذ مقتل قياداتها ظل لها زعيم مؤقت حتى الأسبوع الماضي عندما اختارت أبو يحيى الحموي زعيما دائما لها. والحموي مهندس مدني ومقاتل مخضرم في الثلاثينات من العمر وقد سعى للتواصل مع جماعات معارضة أخرى في أولى رسائله ووعد بإشراكها في أي صفقة تتوصل إليها جماعته.

وأضاف في رسالة على حسابه في تويتر أن الكل سيكون شريكا في اتخاذ القرار وفي تنفيذه.

ونظرا للعلاقة القوية التي تربطها بتركيا وقرارها المشاركة في المحادثات مع الحكومة السورية تعرضت جماعة أحرار الشام في بعض الأحيان لانتقادات من جماعات معارضة أخرى.

وهي تحاول في ظل قيادتها الجديدة التمييز بينها وبين القاعدة ما أغضب جبهة النصرة وغيرها من المتشددين. لكن خلفيتها التي ربطت بينها وبين القاعدة جعلت لها علاقة خاصة مع جبهة النصرة.

ويقول مقاتلون معارضون داخل سوريا إن أحرار الشام هي مصدر الكثير من أسلحة جبهة النصرة. ولم يتضح ما إذا كانت مستمرة في هذا الدور.

وقال مقاتل سابق بجبهة النصرة لم يعد مشاركا في الحرب إن جبهة النصرة وأحرار الشام كانت تربطهما علاقات قوية في وقت من الأوقات.

وأضاف “كل ما أعرفه أن جبهة النصرة تعتبر أحرار الشام مصدر أسلحتها خاصة في بعض المعارك. هم يبتعدون عن العمل العسكري ويركزون جهدهم في إدارة المناطق المحررة.”

وتابع “قوتهم واضحة في إدارة معبر باب الهوى. فهم يسيطرون عليه بعد طرد الآخرين ومن هناك يسيطرون على التجارة في سوريا ومنها ويضعون نقل البضائع إلى كل أنحاء سوريا تحت سيطرتهم. لقد أصبحوا يعتمدون على التمويل الذاتي بعد فرض ضرائب على السلع الواردة إلى سوريا.”

وليست جماعات المعارضة الأخرى هي وحدها التي تراقب عن كثب أحرار الشام بل إن خصومها يراقبونها بالقدر نفسه.

وقال قائد عسكري في صفوف الحكومة السورية مطلع أيضا على المفاوضات الجارية مع الجماعة “لاحظنا أنهم يحاولون إبعاد أنفسهم عن القاعدة لكنهم ما زالوا سلفيين ولا يمكن إنكار ذلك.”

وتابع “على عكس أغلب مقاتلي المعارضة السورية لديهم هيكل ومقاتلوهم مخلصون للقيادة وينفذون أوامرها بكل كفاءة.”



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023