تشهد الانتخابات البرلمانية الحالية عزوف كبير من قبل المرشحين مقارنة بالانتخابات عام 2012، وذلك بسبب مقاطعة الكثير من القوي السياسية لهذه الانتخابات، والمحاولات المستمرة من قبل السلطة لإخلاء الدوائر لقائمة “في حب مصر” التي تتبع النظام، وقائمة حزب النور.
وفي تصريحات خاصة لـ”رصد” كشف عدد من السياسيين عن بعض أسباب عزوف المرشحين عن خوض تلك الانتخابات، ومقاطعة بعض القوى السياسية لها والتي جاءت كالآتي:
1ـ تأجيل الانتخابات أكثر من مرة
وقد أجل النظام الانتخابات أكثر من مرة للتضيق علي كل من يفكر في الترشح للانتخابات، كما وضع الكثير من الشروط وقانون الانتخابات، الذي نال رفض القوي السياسية مما جعل هذه الانتخابات الأقل مشاركة من قبل المرشحين.
2ـ الاحتقان السياسي وفقدان الثقة
وأعلنت عده احزاب مقاطعتها للانتخابات البرلمانيه الحاليه علي رأسها الدستور والتحالف الشعبي الاشتراكي ومصر القويه بسبب اشتعال حالة الاحتقان السياسي في مصر وفقدان البعض الثقة التامة في النهج الديموقراطي الحالي.
وفي تصريحات لـ “رصد” أكد محمد يوسف المتحدث باسم حزب الدستور، ان فكره المقاطعه، أمر طبيعي في ظل الظروف الحاليه، كما ان هذه الانتخابات تحتاج لراس مال كبير جدا، حيث ان الانتخابات الحاليه تتعلق في الدرجه الاولي بالمال السياسي.
3ـ وجود ضغوط أمنية لصالح قوائم بعينها
ومن جابنه أكد حاتم عزام نائب رئيس حزب الوسط، أن هذه الانتخابات شهدت انسحابات كبيرة من قبل مؤيدي الانقلاب، بسبب الضغوط الكبيرة التي مارستها السلطة عليهم، وربط السيسي إجراء الانتخابات بإنشاء قائمة موحدة وهي قائمة “في حب مصر”.
وأضاف عزام في تصريح خاص لرصد، أن هذه الانتخابات مسرحية كبري، وأنها فاشلة ولم يكتب لها الاستمرار.
4ـ وضع عراقيل بقانون الانتخابات
وقال الأمين العام لحزب “الكرامة” محمد بسيوني أن عدد مرشحي الحزب على المقاعد الفردي في الانتخابات البرلمانية المقبلة 18 عضوًا.
وأضاف بسيوني في تصريح خاص لـ “رصد” أن سبب قلة عدد مرشحي الحزب تتلخص في عدة أسباب:
– أن أعضاء الحزب رافضون لقانون الانتخابات وهذا موقف كل الأحزاب ذات المرجعية الشعبية وليست المادية.
-أن الأحزاب صاحبة أعداد مرشحي أكثر هي أحزاب مال ورجال أعمال.
– أصحاب الفكرة ليس لديهم وجود على الساحة طبقا للمناخ السياسي العام.
_ماراثون الانتخابات هي معركة رأس المال.
5ـ اتساع دائرة استغلال المال السياسي
وأعرب “بسيوني” عن توقعه حل البرلمان خلال فترة قليلة وغالبية أعضاء البرلمان هم من أصحاب النفوذ يدافعون عن مصالحهم الشخصية ويدافعون عن وجودهم في البرلمان وسيأتي مجلس لا يعبر عن الحياة السياسية وعن رأي الشارع المصري وسيحمل شعار موافقون موافقون.
في سياق وصفه لدور المال السياسي في الانتخابات، قال السياسي وعضو البرلمان السابق الدكتور عمرو الشوبكي ان “الذي شجع علي وجود المال السياسي هو اتساع نطاق القوائم، حيث انتقلنا من حاله فيها القوائم التي كانت علي مستوي الدائره او المحافظه الي نموذج متطرف لاقصي درجه لقوائم تضم 10 مليون صوت وتشمل 9 محافظات، كما ان هذا النموذج يفتح الباب لتدخل اجهزه الدوله في الانتخابات”.
6ـ استحواذ رجال الأعمال على دوائر الحشد الإعلامي
وكشف عمار علي حسن، الباحث في علم الاجتماع السياسي واحد منسقي قوائم “صحوه مصر”، التي اعلنت انسحابها رسميا من الانتخابات، بسبب عدم وجود امكانات ماديه في مقابل المال السياسي في القوائم الاخري؛ انّ هناك رجال اعمال كبار يرعون ويمولون قوائم وعددا وافرا من المرشحين.
ولعل عضو لجنه سياسات الحزب الوطني المنحل، ورجل الاعمال البارز، احمد عز، يعد مثالا صارخا، لسطوه المال السياسي في الانتخابات.