– القيادة الفلسطينية اهتمت بالنفوذ والامتيازات الشخصية على حساب تحرير فلسطين
– العودة إلى زمن مبارك ممكنة.. إلا إذا قدّم الجيل الجديد ما يستطيع به إبهار الجميع
– الولايات المتحدة ستدعم أي نظام يدعم مصالحها الاقتصادية والسياسية
– لا مستقبل أمام الإسلاميين والعلمانيين دون تقديم تنازلات حقيقية
– بشار لا يمتلك أي شرعية سوى أن أباه كان رئيسًا سابقًا
– من المبكر جدًا الحكم على الربيع العربي بالفشل
– ليست هناك إمكانية لحدوث انتفاضة جديدة
وصف نورمان فينكلشتاين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة دوبول الأميركية بشيكاجو سابقًا، عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بـ”المتخصص في القتل الجماعي”.
وفي حوار خاص لشبكة “رصد”؛ حذر “فينكلشتاين” -الذي يمتهن حاليًا تأليف الكتب، وعُرف بدعمه للقضية الفلسطينية، واشتهر عنه تفنيده لكيفية استغلال إسرائيل الهولوكست لاستغلال دول العالم– الإسلاميين من انتهاء زمنهم في منطقة الشرق الأوسط في حال لم يهتموا ببناء تحالفات حقيقية مع القوى الأخرى، وكذلك الحال بالنسبة للعلمانيين.
وإلى نص الحوار:
** في البداية كيف ترى احتمالات قيام انتفاضة فلسطينية مجددًا في ظل تصاعد الأوضاع في القدس والضفة الغربية؟
– لا أرى إمكانية على الإطلاق لحدوث انتفاضة جديدة، فليس هناك قيادة (السلطة الفلسطينية تعمل لصالح إسرائيل)، والناس لديهم مبرر للسخرية من السياسة بشكل عام والنضال الجماعي بشكل خاص. هناك احتمالية لبعض العنف العشوائي الذي سينتهي في النهاية لكن لا شيء أكثر من ذلك.
** هل ترى أفقًا لتسوية مستقبلية ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين؟ أم أن عملية السلام ماتت وتنتظر الدفن؟
– لقد كان لدى السلطة الفلسطينية فرص عديدة لتحقيق النصر، لكن تم تبديدها بسبب اهتمام القيادة فقط بالنفوذ والامتيازات الشخصية. لقد حان الوقت لوقف اللوم. لقد دمرت القيادة الفلسطينية قضية فلسطين.
** في أوائل عام 2008 قمتَ بزيارة لبنان، وقابلتَ بعضًا من أبرز قيادات حزب الله، ووصفته بأنه يمثل “الأمل”.. هل لا تزال على قناعاتك هذه بعد دور الحزب المتزايد في دعم نظام بشار الأسد الذي يقتل السوريين؟
– لم تكن خيارات حزب الله جيدة فيما يتعلق بسوريا. وأنا أعتقد أن الحزب أوضح أنه بمجرد هزيمة الجهاديين المحليين والأجانب سيكون من الواجب رحيل بشار. بشار ليس لديه أي شرعية ما عدا كون أبيه الرئيس السابق له.
** كيف ترى كمتخصص في العلوم السياسية أداء عبدالفتاح السيسي؟
– السيسي متخصص في القتل الجماعي؛ ولهذا السبب امتدح “جون كيري” التزام السيسي بحقوق الإنسان؛ وهو ما يعطيك صورة واضحة عن مدى اهتمام الولايات المتحدة بحقوق الإنسان!
** وهل نجح الانقلاب العسكري في مصر؟
– حتى الآن نعم؛ والسؤال الذي يفرض نفسه حاليًا: لكم من الوقت سيتساهل الشعب المصري مع إعادة زمن مبارك مرة أخرى؟ وبصراحة أنا لستُ متفائلًا؛ فمن الممكن جدًا أن يعود الشعب المصري إلى شرنقته، ومن الممكن -أيضًا- أن يبهر الجيل الجديد الجميع.
** هل انتهى زمن الإسلاميين في المنطقة؟
– بدون أن يتعلم الإسلاميون الدرس الأهم من فترة حكم مرسي وهو أنه يجب أن تصل إلى الآخرين وتبني تحالفات حقيقية، بما يعنيه ذلك من تنازلات حقيقية، وليست تحالفات مبنية من أجل الحصول على كل شئ، أو ترك كل شئ، فإنه لا يوجد مستقبل لهم. والأمر نفسه بالنسبة لليبراليين العلمانيين الذين يعتقدون أنهم أكثر ذكاء وحنكة من أولئك المتدينين؛ هم أيضًا في حاجة إلى أن يتعلموا كيفية بناء تحالفات حقيقية، وتقديم تنازلات حقيقية.
** هل عادت الولايات المتحدة الأميركية لدعم حكام ذوي خلفية عسكرية بدلاً من المراهنة على الديموقراطية؟
– الولايات المتحدة ستدعم أي نظام يدعم مصالحها الاقتصادية والسياسية؛ فهم يدعمون الأفغان الذين يعتدون جنسيًا على الأطفال، ويدعمون “طفيليات” القرون الوسطى -بحسب تعبيره- في السعودية، ويدعمون مرتكبي القتل الجماعي في مصر، فقط طالما هذه الأنظمة لا تقوّض المصالح الأميركية.
** هل تعتقد أن ما يسمى بالربيع العربي فشل وانتهى وأننا نعود وبقوة إلى عهود أسوأ مما سبقه؟
– من المبكر جدًا قول ذلك.