نشرت مواقع إلكترونية محسوبة على “الجيش السوري الحر”، صورا لصواريخ مصرية من إنتاج الهيئة العربية للتصنيع الحربي، قالت إن الجيش السوري النظامي استخدمها في قصف مناطق سورية وتحديدا في مدينة الزبداني.
ويرى مراقبون في هذه الخطوة ترجمة عسكرية للتقارب السياسي المصريـ السوري الأخير، والذي تحدث عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال لقاء تليفزيوني معه.
وكان الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي، قد أعرب عن استعداده لقاء المعلم في أي وقت، ولمح إلى إمكانية إعادة مقعد سوريا في الجامعة العربية إلى الدولة السورية، وهو ما يرى فيها متابعون للشأن المصري بأنها رسالة تودد من القاهرة إلى دمشق؛ حيث إن العربي لا يصرح بمثل هذه التصريحات دون المرجعية المصرية، حسبما يرى المراقبون.
مسلم: بديل بشار التنظيمات الإرهابية
من جانبه، أكد اللواء طلعت مسلم، الخبير الاستراتيجي، أن مصر تسعى لحفظ التوازن الأمني بمنطقة الشرق الأوسط خاصة فى الملف السوري، موضحًا أن الرؤية والاتفاق بين مصر والدول الداعمة للنظام السوري، جاءا لأنه لا بديل لبشار الأسد في سوريا سوى التنظيمات المتطرفة.
وفي تصريخ خاص لـ”رصد” يرى “مسلم” أن العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا تتمثل في العلاقات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والسياسية، داخل حدود الدولتين، ومصر لم ولن تقاتل خارج حدودها الجغرافية، وإن اضطرت لدعم بعض الحلفاء بالسلاح.
وأوضح أن البروتوكولات التي تتم، الخاصة بالتعاون العسكري، تأتي في إطار مواجهة الأخطار التي تهدد السلم الدولي والتنظيمات الإرهابية، مؤكدا أنها لا تعني إقامة تحالف عسكري لشن غارات على دول أخرى بالقدر الذي يسعى إليه الجيش لحفظ حدودة الغربية.
وذكر أن الرؤى بين مصر وروسيا لم تتوافق إلى دعم بشار الأسد، لكن مصر اضطرت إلى أن توافق روسيا هذا الرأي، لأنها وجدت البديل بعد سقوط الأسد تنامي التنظيمات المتطرفة خاصة بعد ظهور تنظيم “الدولة”.
“يافطة” الحرب على “الدولة”
تحت يافطة “الحرب ضد تنظيم الدولة” يتشكل التحالف “الروسي- المصري- الإيراني” قابل للتوسع رغم وجود تحالف قائم بالفعل بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، إلا أن تحالف بشار يقول إنه يعطي أولوية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، بما يعني تمكين نظام الأسد سياسيا وعسكريا وشرعنة وجود نظامه وإطالة عمره برعاية دولية ثم إعادة إنتاج نظامه بوجوه جديدة وبالضغط لتقسيم سوريا لإعلان استمرار قطار التقسيم الذي يدهس المنطقة العربية.
لكن الخطورة في ذلك التوجه في تمكين إيران من احتلال سوريا وشرعنة وجودها العسكري وتدخلها السياسي فيها بمظلة دولية هي مكافحة تنظيم الدولة والإرهاب، حتى أصبح التنظيم هو أداة لتوسيع التمدد الإيراني الشيعي ومهامه العسكرية والقتالية بغطاء دولي وبمباركة دول كبرى، وأداة بسط النفوذ على الحدود مع السعودية وتطويقها من الشرق والشمال في العراق وسوريا.
وجاء مع ذلك تحول نظام الانقلاب بقيادة السيسي من حليف للسعودية إلى طرف يعمل ضد المصالح العليا فيها ودون تنسيق معها، حيث زار وفد أمني سوري القاهرة لإجراء محادثات مع مسؤولين مصريين في مجال مكافحة الإرهاب، حسبما قالت مصادر سورية موالية للحكومة السورية لبي بي سي.