شنت صحيفة “المقال” التي يرأس تحريرها إبراهيم عيسي -عبر مقال لسمير درويش- حملة من الأكاذيب حول زوجة النبي “السيدة خديجة”، زاعمًا أنها لجأت إلى أن تسقي أباها خمرًا من أجل أن تتزوج الرسول حتى تتمكن من الزواج من النبي بعدما رفض والدها هذا الزواج”.
وزاد المقال -الذي حمل عنوان “المسكوت عنه في زواج خديجة من الرسول”- زاعمًا أن “أن رقية وأم كلثوم وزينب لسن بنات النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما بنات السيدة هند بنت خويلد أخت خديجة، وقد رباهن الرسول في بيته، وقامت السيدة خديجة بنسبتهن لرسول الله”.
وتابع درويش -في مقاله- أن النبي لم ينجب سوى السيدة فاطمة الزهراء، مضيفًا: “السيدة خديجة تزوجت النبي دون موافقة أبيها، وكانت عذراء حينما تزوجها الرسول على خلاف ما ذكرت كتب السيرة النبوية”.
وقال الشيخ خالد خليف، أحد علماء الأزهر الشريف، إن القاعدة الشرعية تقول إن “المثبت مقدم على النافي؛ فهذه الروايات المعتمدة الصحيحة التي تؤكد أن هؤلاء بنات النبي صلى الله عليه وسلم من السيدة خديجة، ويجب على المنكر أن يأتي بدليل”؛ لأن هالة أخت السيدة خديجة هي لها ذرية أخرى.
وتساءل العالم الأزهري في تصريح خاص لـ”رصد”: لماذا يشرد هؤلاء الكتاب على الأنساب وعلى المرويات؟ ونسأله من أين أتى بهذا الكلام؟ مضيفًا أن “ما تطرق إلى الاحتمال سقط به الاستدلال”.
وأضاف خليف: “أنا أقول إن سمير ليس ابن درويش، وعليه أن يثبت العكس، مضيفًا: “ما الذي يهيجه على هذا العلم؟ فعلم الأنساب هو أعظم العلوم عند العرب”.
وذكر خليف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان لو كان عندي الثالثة لزوجتك إياها، وتخلف عن غزوة بدر لتمريضه السيدة رقية زوجته.
وشدد العالم الأزهري أن هذه حملة ممنهجة، وهؤلاء لن يجرؤوا أن يتكلموا من قريب أو بعيد عن أي شيء في التوراة والإنجيل، مؤكدًا أن هذا الموضوع في مصلحة الماسونية العالمية والصليبية العالمية.
واعتبر د. عبد المنعم فؤاد، أستاذ الشريعة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن جريدة إبراهيم عيسى اعتادت على نشر الأكاذيب والأحاديث الموضوعة؛ بهدف واضح يتمثل في هدم الدين الإسلامي وتشويه العقيدة في نفوس أبنائنا من جيل الشباب.
وقال تعليقًا على المقال: “ان العين لتدمع وان العين لتحزن على ما يجري من صاحب هذا المقال وما يفعله في مصر من أفكار تشوه صورة الدين.. إن مجرد الوقوف على هذه الجزئيات يدلل على أن النفس البشرية التي كتبت هذه الكلام بها من العلل ما يمنع لأصحاب القدر العظيم مكانتهم؛ فالسيدة خديجة كانت في يوم من الأيام أمة إسلامية كاملة لأنها أول من احتضنت النبي رضي الله عنها وأرضاها.
وتابع فؤاد أن كاتب المقال المثير للجدل لم يكلف نفسه عناء البحث في كتب السيرة للوقوف على حقيقة ما يكتب، مؤكدًا أن جريدة إبراهيم عيسى هاجمت من قبل صحيح البخاري وتهجمت على سنة النبي وسخرت من الصحابة، بل وصفت زوجة خليفة رسول الله عثمان بن عفان بأنها كانت راقصة.