سلط مقال للكاتب “سي جي ورلمان” الضوء على تجارة الأسلحة للأنظمة الديكتاتورية التي تقوم بها إدارة الرئيس الأميركي أوباما، بالرغم من حصوله على جائزة نوبل للسلام.
وقال الكتاب في التقرير الذي نشره موقع “ميدل ايست آي” البريطاني إن أوباما الحاصل على جائزة نوبل للسلام باع ما قيمته 90 مليار دولار أسلحة للسعودية منذ 2010 حتى إنه تفوق على جورج بوش الابن، مشيرًا إلى حصول أوباما على جائزة نوبل للسلام بعد 12 يومًا من انتخابه رئيسًا للجمهورية على أمل أن يحقق وعود سياسته الخارجية.
وسخر الكاتب الأسترالي من أوباما بالقول إنه خلال 6 سنوات أصبح العميل الأكثر شهرة للسلام العالمي في كوكب الأرض إذ فشل في أغلاق سجن خليج جوانتانامو الذي يظل رمزًا لأحلك فصول تاريخ الولايات المتحدة الحديث، وأرهب القرى في اليمن والصومال مستخدمًا الطائرات بدون طيار، وقام بتسليح “إسرائيل في خضم اعتدائها الدموي والوحشي على قطاع غزة الذي قتل فيه أكثر من 2200 فلسطيني، وقام بعزل الحكومة الليبية دون اعتبار لما هو قادم، وقام بدعم عزل الرئيس المنتخب ديمقراطيًا في مصر، وبدوره دعم السيسي الديكتاتور الأكبر في تاريخ البلاد.
وكشف الكاتب عن تقرير جديد يصف أوباما بأنه أكبر مصدر للأسلحة منذ الحرب العالمية الثانية، وما حققه أوباما حتى الآن خلال 6 سنوات من توليه الرئاسة يفوق ما حققه بوش الابن في مجمل مدته الرئاسية التي بلغت ثماني سنوات، وقام تاجر الأسلحة الأميركي، بحسب وصفه، بغمر أكثر أركان الكرة الأرضية اضطرابًا بالبنادق والقنابل والطائرات المقاتلة والدبابات والصواريخ.
ونقل الكاتب عن وليام هارتنج، مدير مشروع الأسلحة والأمن في مركز السياسة الدولية، اندهاشه من الحجم الكبير للأسلحة التي باعها أوباما، وأضاف “هارتنج” كنت أعلم أن هناك رقمًا قياسيًّا جديدًا مع السعودية لكن عمل صفقات أسلحة تفوق أي رئيس أميركي منذ الحرب العالمية الثانية كان مفاجأة بالنسبة لي كمتابع للأمر عن كثب.
وتابع الكاتب: “ذهبت الأغلبية بما يساوي 60% إلى الخليج العربي ودول الشرق الأوسط كانت السعودية أكبر متلق لأشياء مثل الطائرات المقاتلة، وطائرات الأباتشي الهجومية، والقنابل، والبنادق، تقريبًا اشترى السعوديون ترسانة داخلية خلال السنوات القليلة الماضية.
كما أشار “هارتنج” إلى أن الأسلحة لم تذهب فقط إلى أنظمة مستقرة، بل ذهبت أيضًا إلى دول على حافة الانهيار؛ مما يعني في النهاية وصولها إلى الجماعات المسلحة في المنطقة.
ونقل الكاتب عن الصحفي الاستقصائي “نافيظ أحمد” القول: “إذا أردت أن تتبع أساس الجماعات المسلحة كل ما عليك فعله هو تتبع حركة المال فأي شخص من الممكن أن يكون لديه أفكار مرعبة ومثيرة للاشمئزار لكن هذه الأفكار تكون فقط أوهامًا، إلا إذا وجدنا طريقة لإظهار هذه الأفكار ماديًا في العالم من حولنا.
ويوضح نافيظ: مبيعات الأسلحة الأميركية إلى الدول الفاشلة والميليشيات غير الرسمية تزود هؤلاء “أصحاب الأفكار المثيرة للاشمئزاز” بالأدوات المادية لتجسيد هذه الأوهام”.
وذكر هارتنج أنه لا يعلم الأرقام الكاملة لكن قوات الأمن العراقية تركت كميات كبيرة من الأسلحة لتنظيم الدولة، كما ذهب المتمردون الذين دربتهم الولايات المتحدة في سوريا للانضمام إلى تنظيم الدولة، وهناك أسلحة بقيمة 500 مليون دولار مفقودة في اليمن يعتقد البعض أنها ذهبت إلى القاعدة.
وأشار الكاتب إلى كشف “خدمة أبحاث الكونجرس الأميركي” عن أن إدارة أوباما وافقت على بيع أسلحة بقيمة 90 مليار دولار إلى السعودية.
ونوه الكاتب بأنه في عام 2008 حظرت الأمم المتحدة استخدام الذخائر العنقودية لم تصدق عليها الولايات المتحدة؛ إذا إنها المنتج المبيع رقم واحد لشركة “تكسترون سيستم كوربوريشن”.
واختتم قائلاً: “وفي فبراير أعلنت إدارة أوباما أنها ستسمح بإنتاج طائرات بدون طيار لحلفائها في الشرق الأوسط، وهذا يعني أن الدول ذات سجلات حقوق الإنسان المروعة ستحصل على أكثر الأدوات وحشية وفاعلية لإدارة القمع، وحتى استخدام أميركا نفسها للطائرات بدون طيار يخالف القانون الدولي في الغالب”.