هذا المقال ليس موسيقى انشائية تبحث عن لايكات و تعليقات بل هو تعبير حقيقي عن انسانيتنا، هذا المقال لا ينتمي ل عائلة الكوبي و البيست و انما لعائلة تتحرى الحقيقة و تبحث عن التفاصيل .
تابعت بالامس و على مدى ساعات و عبر مئات البوستات في الفيس بوك قضية العامل المصري (محمد السيد) ، رغم مئات المقالات و البوستات فانه لم ينشر اسمه أحد ، حصلت على اسمه عبر اتصالات مكثفة مع اصدقائي في العقبة .
لا يمكن لي و لا استطيع ان امر على حادثة الاعتداء على العامل المصري من قبل النائب (زيد الشوابكة) و شقيقه (توفيق) ، المسألة’ لا تتعلق بالوحدة العربية و الاخوة الاسلامية و كل الشعارات البراقة التي درسوننا اياها في المدارس بل تتعلق بانسانيتنا و اخلاقنا و ضميرنا .
لانني اردت ان اتبين الحقيقة كاملة من اصدقائي الموجودين على الارض في العقبة و لان الكلمات لا تكفي و لاننا يجب ان نتحرك على الارض تواصلت بالامس مع عدد كبير من الاصدقاء و كلهم وعدوا بان يدعموا قضية هذا االغريب ، لا اعرف (السيد) و لا اعرف النائب الشوابكة و ليس لي ثأر أو انتقام معه، اكتب مقالي هذا فقط ب ايمان من شعوري الانساني الذي تعاطف مع العامل المصري .
الان ، و في لحظة واحدة ينتابني شعوران : الاستفزاز و الفخر ، الاستفزاز لما رأيت من همجية قام بها نائب( او شقيقه) ، لا فرق ، يمثل الشعب استخدم القوة الممنوحة له ليمارس هو و اشقائه العنف الجسدي ضد عامل مصري ترك عائلته و اهله خلفه و جاء يبحث عن فرصة ل الحياة في بلد قالوا له انه (شقيق) وافد مصري ترك بلده و اصدقاءه و اماكنه و ذكرياته و حمل حقيبته و احلامه و جاء الى الاردن ليؤمن حياة كريمة لاسرته او ليجمع بعض المال الذي يمكنه من صنع مشروع حياته في بلده .
بجانب الاستفزاز فانني شعرت بالفخر بشعبي و ابناء شعبي الذي هبوا لنصرة هذا الغريب ، من وسط كل ركامات السواد التي تحيط بنا من قتل و كراهية كان موقف الاردنيين مشرفا و عظيما و يعبر عن انسانية حين لم ينصروا اخاهم الظالم و انما وقفوا الى جانب غريب الدار المظلوم .
وصلتني رسائل تقول : علينا التأني فلربما ان الوافد المصري فعل شيئا خاطئا استفز النائب و اخوته ، لنفترض ان هذا صحيح و لنفترض ان المواطن المصري قد اخطأ فان هذا لا يعطي الحق للنائب الشوابكة او شقيقه ان يعتديا عليه ، حتى لو ان هذا المصري فعل امرا عظيما كان على النائب و هو الذي يشرع لنا القوانين ان يلجأ للقضاء و ليس ل (يده) .
بالامس علمت من صديقي رجل الاعمال الاردني (عاكف المعايطة) انه سيتواصل مع العامل المصري و سيقدم له الحماية العشائرية ، رغم انني انتقدت العشائرية في السابق ( العشائرية و ليس العشيرة ) فانني باركت خطوته و ايدتها لانه حين يغيب قانون الدولة و حين يغيب المجتمع المدني المتحضر و تكون غريبا بلا اهل او عشيرة فانه من السهل ان تضيع حقوقك في زحمة الواسطة و المحسوبية و فنجان القهوة .
ليس هذا فحسب شقيق عاكف المحامي (عاطف المعايطة)تطوع بتبني قضية (السيد) قانونيا ، ايضا اتصلت ب صديقي محمد السنيد و طلبت منه ان يتولى قضية (السيد) نقابيا و عماليا.
في موسم الحج داس بدوي على عباءة ابن عمرو بن العاص فلطمه ابن سيد مصر الجديد ، وصلت القصة ل عمر بن الخطاب فصرخ صرخته الشهيرة :متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرارا .
ذات زيارة لي ل الاردن اتصل بي شقيقي و اخبرني ان احد الزبائن و هو محامي قد اعتدى بالضرب على العامل المصري الذي يعمل في المحل الذي املكه في الاردن ، اتصلت بالشرطة التي اوقفت المحامي بعد ان استمعت ل الشهود و لم ارضى باخراجه من التوقيف الا بشرطين: الاول ، و هو الاهم ،ان يوافق العامل المصري على ذلك بارادته هو و بلا اي ضغوط و الثاني ان يعتذر له امام الجميع و هو ما تم لاحقا .
مثلما تطوع المعايطة باسناد العامل المصري عشائريا و مثلما تولى شقيقه اسناده قانونيا و مثلما تطوع السنيد باسناده نقابيا و عماليا فانني ايضا اتعهد ب تبني قضيته و التكفل بكل المصاريف المالية .
كلماتكم جميلة و لكن ليس ب الكلمات وحدها فقط ننصر العامل المصري ، لهذا أتمنى من اي صديق يعمل ب المحاماة ان يتواصل معي لنؤمن حماية قانونية لهذا العامل ، و ايضا اتمنى من كل شخص لديه فكرة ما لمساعدة هذا ا(الغريب) ان يتواصل معي .