أثارت الزيارة التي قام العلامة الدكتور “يوسف القرضاوي”، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، للسفارة السعودية في قطر، ومقابلته للسفير السعودي وتهنئته بالعيد الوطني للمملكة؛ العديد من ردود الأفعال الغاضبة من قبل إعلاميين وسياسين مصريين، فيما اعتبرها آخرون مؤشرًا على تخفيف حدة العداء من جانب الرياض تجاه جماعة الإخوان المسلمين.
كاتب سعودي ينشر صور لقاء القرضاوي والسفير السعودي
ونشر الكاتب السعودي جمال خاشقجي صورًا لزيارة الدكتور يوسف القرضاوي، رئيس اتحاد علماء المسلمين، لسفارة المملكة العربية السعودية بقطر، وتهنئة المسؤولين فيها بالعيد الوطني للمملكة.
وكتب “خاشقجي” في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “فضيلة الشيخ يوسف القرضاوي مهنئا باليوم الوطني في احتفال سفارة المملكة بالدوحة وبجواره سعادة السفير عبدالله العيفان”.
تحالف سني في المنطقة
وقالت صحيفة “التليغراف” البريطانية: إن هناك ما يشبه التحالف السني في المنطقة بين السعودية وقطر وجماعة الإخوان المسلمين، مشيرة إلى أن تلك الأطراف كانت العلاقات متوترة بينها حتى مطلع العام الجاري.
وأبرزت الصحيفة جلوس السفير السعودي في الدوحة ورئيس الوزراء القطري ورئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي جنبًا إلى جنب في احتفال السفارة السعودية في قطر بالعيد الوطني.
وأضافت الصحيفة أن السعودية حتى مطلع العام الجاري كانت قوة قيادية معارضة لـ”الإخوان المسلمين” والإسلام السياسي الذي دعمته قطر، إلا أن التقارب الجديد يدل على أن الحرب ضد إيران الشيعية ووكلائها كنظام “بشار الأسد” استدعى تنحية الخلافات السنية جانبًا.
وتحدثت الصحيفة عن أن روسيا التي تدخلت عسكريًا في سوريا لتقوية الموقف التفاوضي لـ”بشار الأسد” ربما تجد أن قوى أخرى على الجانب الآخر تحذو حذوها لكن في دعم قوى المعارضة السورية.
وكانت وكالة “رويترز” قالت في شهر يونيو الماضي إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز يتطلع لتكوين كتلة سنية جديدة لمواجهة إيران و”الدولة الإسلامية”، مشيرة إلى أن السعودية تدعو الدول السنية بمنطقة الشرق الأوسط إلى تنحية الخلافات بشأن الإسلام السياسي جانبًا، والتركيز على ما تعتبرها تهديدات أكثر إلحاحًا من إيران وتنظيم الدولة الإسلامية.
غضب في الإعلام المصري
وفي المقابل أثارت هذه الزيارة غضب الإعلاميين والسياسيين المصريين، وانتقدت المذيعة لميس الحديدي حضور رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوسف القرضاوي، حفلاً للسفارة السعودية في قطر الجمعة.
وتساءلت الإعلامية الداعمة بقوة للسيسي في البرنامج الذي تقدمه، أمس الأحد، عن استقبال السفير السعودي في الدوحة للقرضاوي، وقالت: “الحقيقة لا أملك إجابات، هل هذا موقف شخصي أم موقف يعبر عن الدولة السعودية؟ هل يعني تغيرًا من موقف السعودية من الدولة المصرية وعبد الفتاح السيسي؟”.
وزعمت المذيعة أن القرضاوي حرَّض على المصريين والسعوديين والإمارات، مدعية أنه “هاجم جميع القيادات السعودية من قبل والخليج ككل”.
وأشارت إلى أن وكالة “رويترز” العالمية حللت دعوة السفير السعودي في الدوحة للقرضاوي بأنها بداية تغير في سياسات المملكة تجاه جماعة الإخوان.
وعلق الناشط القبطي مايكل منير على دعوة الشيخ يوسف القرضاوي لحضور احتفال السعودية بعيدها القومي في الدوحة، قائلاً في تغريدة بموقع التدوين المصغر “تويتر”: “دعوة القرضاوي لحضور احتفال #السعودية بعيدها القومي اليوم في الدوحة يبعث إشارة جديدة للتقارب السعودي الاخواني على حساب #مصر وجثث شهدائها”.
السعودية تعرف كيف تسيطر على النظام المصري
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل إن السعودية تعلم جيدًا حجم الدكتور يوسف القرضاوي وقدرته على حشد السنة في مواجهة الخطر الشيعي.
وعن أن هذا الدعم قد يتسبب في توتر العلاقات بين مصر والسعودية قال أبو خليل في تصريح خاص لـ(رصد) إن السعودية تتحرك بحرية لأنها هي من تدفع الأرز وتعلم جيدًا كيف تسيطر على النظام المصري.