الهدف من إنشاء الجيوش هو الحفاظ على أمن وسلامة حدود الدول من أي غزو خارجي، ولكن تحول بعض هذه الجيوش ومنها العربية إلى حراس للدفاع عن أمن وسلامة الحاكم.

مصر

بالكلمات الترحيبية والورود، استقبل الشعب المصري الجيش المصري، في ثورة 25 يناير، حين أصدر بيانه الأول، عقب تنحي المخلوع حسني مبارك، وأعلن عن خارطة طريق جديدة للمرحلة المقبلة، خرجت فيها الجموع تحيي العسكر، وترحب بالجيش حامي الحصن والدرع الأخير لمصر ولشعبها.

وأصدر الجيش المصري، في الأول من شهر يوليو 2013، بيانًا تضامن فيه مع مطالب المتظاهرين، وأمهل فيه القوى السياسية للوصول إلى حل يلبي مطالب الشعب المصري مهلة أقصاها 48 ساعة، محذرًا من أنه سيقدم خارطة طريق جديدة للشعب.

بعد بيان الجيش، كثف المتظاهرون من فعالياتهم الممنهجة، وتناسوا خلافاتهم مع حكم العسكر وهتفوا بحرارة لوزير الدفاع آنذاك عبدالفتاح السيسي، الذي قرر الاستجابة لمطالب المتظاهرين وعزل الرئيس محمد مرسي.

سوريا

رغم ما يرتكبه الجيش السوري من جرائم ومواجهته لملايين المعارضين من شعبه، فلا يزال هناك ملايين أخرى تؤيده وهم ذوو الأغلبية العلوية، وتخرج بشكل يومي في مظاهرات داعمة للجيش النظامي السوري ورئيسه بشار الأسد.

وعبر أمس، العديد من أهالي مدينتي طرطوس واللاذقية عن ترحيبهم وسعادتهم بالضربات العسكرية الروسية في سوريا، آملين أن يكون خلاص بلادهم من “داعش” على يد الروس.

البحرين

يعتبر الجيش البحريني خطًا أحمر لا يتم الاقتراب منه أو التشكيك فيه، وفي سبتمبر الماضي أعلنت النيابة العامة في المحافظة الشمالية بالبحرين، توقيف شخص قام بنشر تدوينات عبر الإنترنت تضمنت إهانات لجنود المملكة المشاركين في الحرب في اليمن، لا سيما القتلى الذين سقطوا في هذا البلد.

وأمرت النيابة بحبسه سبعة أيام على ذمة التحقيق بعد أن أسندت إليه، أيضًا “جناية إذاعة عمدًا في زمن الحرب أخبار وشائعات كاذبة ومغرضة وبث دعايات مثيرة من شأنها إلحاق الضرر بالعمليات الحربية للقوات المسلحة”، وهي جناية عقوبتها السجن عشر سنوات.

الجزائر

ينظر الشعب الجزائري إلى جيشه، على أنه أقوى الجيوش العربية، فهو يسيطر على جميع مؤسسات البلاد أجمع، ويطلق عليه الجيش الوطني الشعبي.

لبنان

يعتبر اللبنانيون جيشهم، من أنزه المؤسسات، وسبق أن أسندت الفئات السياسية اللبنانية رئاسة الجمهورية إلى قائد الجيش مرتين، وتخرج مظاهرات بين فترة وأخرى تؤيد الجيش رغم عدم وجود نشاط عسكري ضد الهجمات الإسرائيلية لبيروت والتي كانت أبرزها عام 2006.

تطويع العقول

يقول الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأميركية: إن الشعوب العربية التي تحكمها أنظمة عسكرية، تجدها تقدم الولاء لجيشها بدافع النظر إلى “الهيبة” العسكرية التي تنحصر في رجل الجيش دون غيره.

واضاف “صادق” -في تصريح لـ”رصد”- الشعب ينظر إلى جيشه بأنه حامي حمى البلاد، وأكبر مكونات الدولة نفسها كما هي الحال مع الجيش المصري؛ إذ يرى الشعب أن الجيش هو الأفضل والأذكى والأقوى من أي حكومة، الأمر الذي أثار الكبرياء داخل نفوس قادة الجيش.

علاقة الحب الموهوم

وتصف الدكتورة أماني رضوان، أستاذ علم النفس بجامعة سوهاج، العلاقة بين الشعب والجيش بـ”حب موهوم”؛ أي لا يرى المواطن سوى مميزات ومحاسن البدلة العسكرية؛ وذلك نتيجة لطبيعة الحكم في مصر منذ عهد محمد علي؛ إذ تحولت الجيوش إلى معشوقة الجماهير.

وأكدت أن الشعوب العربية تنظر إلى جيشها على أنه الحارس الملائكي الذي لا يخطئ أبدًا، وهذا الاعتقاد نفسه من لا يرى في حبيبه أي عيب، مضيفة “يعتبر الجيش المصري أحد أبرز الجيوش الذي يلقى دعمًا شعبيًا كبيرًا، كرمز القوة والوفاء فيها، من وجهة نظر الشعب، الأمر الذي ترك انطباعًا داخليًا لأجيال كثيرة بأن الجيش هو أجمل ما في الكون”.