نشر موقع “إكسبيرت ماركت”، تحليلًا للعام الدراسي 2014-2015 ضمن قائمة توضح نسبة ما يتم إنفاقه من رواتب الآباء على التعليم الجامعي في كل دولة، وأظهرت البيانات أن الأسر على استعداد لإنفاق أكثر من 90% من دخلهم لحصول أبنائهم على درجات جامعية عالية.
وجاءت المجر على رأس القائمة؛ حيث تصل نسبة ما يتم إنفاقه من الرواتب على التعليم الجامعي 92%، فتنفق الأسر المجرية نصف ما تتقاضاه تقريبًا من رواتبها على التعليم العالي سنويًا، مما يقوض قدرتهم المعيشية مقارنًة بذوي الدخول الأعلى، ورغم ذلك، تحاول الحكومة تخفيف أعباء الأسر عن طريق إتاحة فرصة الحصول على التعليم الجامعي مجانًا عند بقاء الطالب عشر سنوات في البلاد بعد التخرج، وإلا يجب دفع مصروفات دراسية عالية، ويصل إجمالي المصروفات الدراسية 34.2 ألف دولار.
وتليها رومانيا بإنفاق نسبة 86% من الرواتب على التعليم الجامعي؛ حيث تركز رومانيا بشكل كبير على تدريس طلابها العلوم، وخاصة الطب، ولكن نظرًا لأن متوسط رواتب المواطنين يقدر بنحو 651 دولارًا، فإن الأثرياء فقط هم القادرون على تحمل تكاليف تعليم أبنائهم في الجامعات، وتصل إجمالي المصروفات الدراسية 25.2 ألف دولار.
وفي المرتبة الثالثة، تأتي إستونيا؛ حيث يبلغ إجمالي المصروفات الدراسية 38.4 ألف دولار، وتصل نسبة ما يتم إنفاقه من رواتب الآباء على التعليم الجامعي 76%؛ حيث حققت حكومة إستونيا تطورًا ملموسًا في العلوم والتكنولوجيا ووضعته كأولوية وطنية عام 2011 بعد تراجع أعداد دارسي العلوم والتكنولوجيا والرياضيات في تسعينيات القرن الماضي، هذا وتحتاج دراسة هذه المواد تكاليف مرتفعة.
وتأتي تشيلي في المركز الرابع؛ حيث تصل نسبة ما يتم إنفاقه من الرواتب على التعليم الجامعي 73%، وشهدت “تشيلي” احتجاجات حاشدة في الفترة بين عامي 2011 و2013 بسبب ارتفاع تكاليف التعليم في ظل عدم قدرة الأسر الفقيرة على تحمل تكاليف إرسال أبنائها إلى الجامعات.
وتحتل ماليزيا المركز الخامس بنسبة 55%، وتشمل ماليزيا نحو 20 جامعة وتعد المصروفات الدراسية بها تنافسية مقارنًة بباقي دول العالم، وعلى الرغم من ذلك، فإن متوسط الأجور محليًا لا يزال 2052 رنجت “نحو 470 دولارًا” شهريًا، ويعني ذلك أنه دون القروض والمنح الدراسية، ينفق الآباء نصف رواتبهم على التعليم الجامعي، وتبلغ إجمالي المصروفات الدراسية 18 ألف دولار.
أما الولايات المتحدة، فتأتي في المركز السادس بنسبة 53%؛ حيث تبلغ إجمالي المصروفات الدراسية 91.8 ألف دولار، وتشتهر الولايات المتحدة بارتفاع تكاليف التعليم، وبسبب نمو الأجور في الآونة الأخيرة مقارنًة بالدول الأخرى عدا المملكة المتحدة، تنفق الأسر نحو نصف رواتبها على الدراسة الجامعية.
وفي المركز السابع، تأتي أوكرانيا؛ حيث يصل إجمالي المصروفات الدراسية 23.2 ألف دولار، وتصل نسبة ما يتم إنفاقه من الرواتب على التعليم الجامعي 52%، ففي وقت ما، كان لدى أوكرانيا جامعات أكثر من إيطاليا وفرنسا وألمانيا وبولندا وبلجيكا مجتمعة، وقلصت كييف عدد جامعاتها من 900 إلى أقل من 200 على مدار الثلاث سنوات الماضية، وتحول عدد من هذه الجامعات إلى مؤسسات عسكرية لتأهيل الطلبة للالتحاق بالجيش.
وتحتل ليتوانيا المركز الثامن بنسبة 48%، ويصل إجمالي المصروفات الدراسية لـ23.9 ألف دولار، ففي عام 2009، احتج الطلبة في العاصمة الليتوانية ضد إصلاحات التعليم بسبب اعتقادهم أن هذه الإجراءات سوف ترفع تكاليف الدراسة الجامعية، وهو ما ظهرت صحته بعد ذلك؛ حيث تعاني الأسر من دفع نصف رواتبها على التعليم.
وتأتي بريطانيا في المركز التاسع بإجمالي 40.290 ألف دولار للمصروفات الدراسية، وتصل نسبة ما يتم إنفاقه من الرواتب على التعليم الجامعي 42%، وترتفع مصروفات الدراسة في بريطانيا كثيرًا وتمثل نصف متوسط رواتب الأسر تقريبًا، ولا تزال في المركز التاسع بالقائمة بسبب نمو معدلات الأجور، ويمكن أن تصل تكاليف التعليم إلى 9 آلاف جنيه إسترليني “نحو 13.6 ألف دولار” سنويًا بحسب المادة الدراسية والجامعة.
وتحتل سنغافورة المركز العاشر بنسبة 36%، وتبلغ إجمالي المصروفات الدراسية 35.4 ألف دولار، وتحتوي جزيرة سنغافورة على 5 جامعات حكومية فقط، ومن ثم تعد تكاليف الدراسة الجامعية -خاصًة مجالي الطب والعلوم- مرتفعة للغاية، وتعد سنغافورة ثالث أغنى دول العالم ويحصل مواطنوها على رواتب عالية، وهو ما يتيح للآباء دفع ثلث هذه الأجور لتأمين تعليم أبنائهم في الجامعات.
وفي المركز الحادي عشر والأخير، تأتي اليابان؛ حيث تصل نسبة ما يتم إنفاقه من الرواتب على التعليم الجامعي 18%، في حين أن إجمالي المصروفات الدراسية 24 ألف دولار، تشمل اليابان نحو 500 جامعة، وهو ما يؤدي إلى خفض تكاليف التعليم وزيادة تنافسيتها مع الدول الأخرى، ورغم ذلك، يركز التعليم في البلاد على العلوم والرياضيات والهندسة في حين يضطر المهتمون بالدراسات الإنسانية للسفر خارج اليابان.