رغم أن المحكوم عليهم بالإعدام في الدول التي يوجد بها هذا الحكم يتمتعون بمعاملة نفسية وبدنية خاصة؛ فإن الوضع في مصر مختلف تمامًا، فقد كشف أهالي المحكوم عليهم بالإعدام في القضايا السياسية لـ”رصد” عن معاملة ذويهم معاملة سيئة للغاية من منع الأدوية والغذاء وأي وسائل ترفيهية في السجن.
منع الزيارة
“سمسم شنن”، نجل الحاجة سامية المحكوم عليها بالإعدام في قضية كرداسة، أكد أنهم يعاملونها بشكل سيئ ولا يسمح إلا بدخول الأهل من الدرجة الأولى بخلاف إلغاء الكثير من الزيارات.
وأضاف شنن في تصريح خاص لـ”رصد”: تم منع دخول العلاج إليها أكثر من مرة، ناهيك عن التضييقات الأمنية.
وأشار إلى أنه تم وضع الحاجه سامية في سجن انفرادي طوال اليل وأصبح نظرها ضعيفًا بسبب إضاءة السجن وتم عمل نظارة لها.
انتظار 7 ساعات
تقول “هدى” ابنة المعتقل د.عبد الرحيم محمد؛ القيادي بجماعة الإخوان المسلمين، المحكوم عليه بالإعدام في أحداث مكتب الإرشاد بالمقطم، إنه بعد انتظارٍ دام لسبع ساعاتٍ دخلنا أول زيارة لأبي منذ ستة أشهر.. حقيقةً أنا لم أستوعب كل ما حدث وما يحدث إلا لمّا رأيته، كأن صفعةً قوية سقطت على وجهي.. كان مَحني الظَهْرِ.. قد فقد كثيراً من وزنه .
وأضافت -في وصف حالة والدها- “كانت أول مرة أراه بملابس الإعدام الحمراء.. كان شعر رأسه طويلاً ولحيته أيضًا وقد أصبحت بيضاء، كان مُكَبَّل اليدين، كان صعبًا عليه حمل السماعة؛ حيث إن الزيارة من خلف زجاج وإن الزيارة دامت لدقيقتين أو أقل”.
ثلاثة أشهر دون رؤية النور
واوضحت أن والدها عاش ثلاثة أشهر دون رؤية النور دون رؤية بشر دون أي كتابٍ حتى ثلاثة أشهر دون طعام آدمي أو مياه صالحة لأي شيء.. لم نعد نذهب لأبي لرفاهية افتقاده بقدر ضرورة أن يرى النور والناس نذهب لكي لا يُنسيه الزمن ملامحنا”.
منع دخول الأدوية
وتؤكد زينب أخت المعتقل حسن علي تاج الدين أن حالته النفسية سيئة جدًا، مشيرة إلى أنه في حبس انفرادي منذ 7 شهور.
وأضافت في تصريح خاص لـ”رصد” إلى أن الجنائيين حالهم أفضل بكثير أي حاجة تخش.. أكل أدوات صحية، في حين أن السياسي يعامل معاملة الإرهابيين.
زنزانة بلا مياه
وأشارت إلى أنه قبل حكم الإعدام كان لا يخرج من الزنزانة إلا من أجل الزيارة وأن الزنزانة بلا مياه أو نور أو حمام، مشيرة إلى أن الزنزانة الحالية بسجن أبو زعبل أفضل من الزنزانة القديمة.
حالة إنسانية
ويعلق “أنس” نجل المعتقل بقضية غرفة عمليات رابعة والمحكوم عليه بالإعدام وعضو مجلس شعب عن دائرة الرمل والمنتزه بالإسكندرية صلاح نعمان، أنه تم تأجيل الحكم على والده بالقضية لـ15 أكتوبر، وذلك أمام محكمة النقض.
وعن الحالة النفسية التي يتعرضون لها عقب حكم الإعدام، قال أنس” لـ”رصد”: إننا أصبحنا مصرّين على قضيتنا أكثر من ذي قبل، ويستوي عندنا الحياة أو الموت، ولكن في لحظة الحكم كان الأمر صعبًا، مضيفًا أنهم تقبلوا الأمر بعد ذلك.
وعن تعليق والده على الحكم قال: “والدي في أحسن حال، حيث أكد لنا عقب أول زيارة بعد صدور الحكم أن زملاءنا قتلوا في رابعة وغيرها، وقال: لا يسعنا إلا قول الله: (قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحًا”، وسلم أمره لله، وأشار إلى أن والده يسخر ضاحكًا من البدلة الحمراء بقوله: أشيك من البدلة البيضا.
معاملة الجهاديين
ومن جانبه قال الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل إن “أذناب العسكر وعصابتهم يقنعون أنفسهم أن المحكوم عليهم بالإعدام هم خطرون للغاية وأنهم يستحقون معاملة سيئة هم وذووهم لأنهم اشتركوا في أعمال عنيفة ضدهم، مثلما كان يحدث مع الجهاديين وأسرهم في التسعينيات.
وأضاف في تصريح خاص لـ”رصد” أن هناك تعمدًا لتعذيب المعتقلين بهذه الطريقة، مشيرًا إلى أن الوضع الإنساني في السجون أصبح كارثة، وهناك تضيقات كبيرة على المحكوم عليهم بالإعدام من قيادات الإخوان المسلمين، مشيرًا إلى أنه بخلاف الظلم القانوني الكبير الذي وقع عليهم، فإن العسكر يقوم بتصفية حساباته معهم داخل السجون.