لم يقتصر الإعلام المصري الداعم لعبد القتاح السيسي على الخبراء الاستراتيجيين المصريين الذين ظهروا أثناء ثورة 25 يناير يتحدثون عن المؤامرات الكونية التي تحاك ضد البلاد، وظهروا بدور أكبر بعد أحداث الثالث من يوليو للترويج للنظام، بإشاعات كان بعضها لا يصدقه عقل، بل عمد إلى الإستعانة بالخارج، عبر جلب آراء اليمين الأميركي المتطرف لإيهام القارئ بتأييد العالم عبد الفتاح السيسي، كما يوثق التقرير الإستقصائي.
لم تكلف الصحف المصرية، نفسها عناء البحث عن أحد خبراء اليمين المتطرف الداعم لإسرائيل، والمهاجم للإسلام للحصول على تصريحات صحفية عن المؤامرات الكونية التي تحاك ضد الدولة المصرية لإسقاطها كما تروج دائما، فقامت بفبركة الحديث عن المؤامرات ونسبته إلى أحد الخبراء الإستراتيجيين الدوليين بسبب عدم ثقة بعض القراء في الخبراء المحليين.
إذ نشرت صحيفة “فيتو” الممولة من رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، بتاريخ 20-8-2013 تقريرا خبريا، جاءت عناوينه كالتالي: “كبير مستشاري “جيت ستون” يكشف المخطط الإخواني في مؤتمر إسطنبول.. المخطط يتضمن تشكيل حكومة برئاسة البرادعي في الخارج.. وإعلان الجيش الحر.. سايكس بيكو إخوانية للمنطقة.. وإنهاك الجيش في أعمال العنف”.
وجاء في الخبر أن الخبير السياسي كبير مستشاري مركز “جيت ستون” الأميركي، مضر زهران، أكد -في أحد أبحاثه بالمركز- أن الإخوان اتفقوا مع الدكتور محمد البرادعي على إنشاء حكومة إنقاذ وطني في الخارج، ويخططون لنشر العنف والفوضى، إلى غير ذلك من التهم التي اعتاد الإعلام المصري توجيهها للإخوان وللدكتور محمد البرادعي.
وقالت الصحيفة، في المادة المنقولة عن “زهران”: “ما دار في كواليس الاجتماع الذي تم تسريبه يشير إلى أن الجماعة وضعت أعينها على إقليم شمال الصعيد والذي يشمل محافظات “بني سويف والفيوم والمنيا وأسيوط”، خاصة أن هناك مطارا عسكريا يقع بين محافظتي بني سويف والفيوم، وهو ما يعطي هذه المنطقة أهمية، علاوة على قطع الإمدادات الأمنية بين الشمال والجنوب والسيطرة على إمداد خطوط الكهرباء التي تأتي من السد العالي بأسوان واستهدافها خلال أي عمليات عسكرية مع الجيش المصري”.
وبالبحث داخل موقع “جيت ستون إنستتيوت”، وهو مركز أبحاث يميني شديد العداء للإسلام، نجد بالفعل أن مضر زهران هو أحد الباحثين، لكنه ليس كبير الباحثين كما وصفته الصحيفة، كما أن المقالات المنشورة له قليلة بالمقارنة بالباحثين الآخرين ولا أثر لوجود هذا الكلام المنسوب له، إذ إن أحدث ما كتبه كان في عام 2013 بتاريخ 14 أكتوبر، كما لم تشر الصحيفة إلى أن هذه التصريحات أدلى بها “زهران” لها، او مصدر مزعوم للمخطط هذا.
وبالبحث عن مضر زهران، وثقت “رصد” أنه معارض أردني ومؤيد لإسرائيل، تنشر مقالاته بكثرة في صحيفة “جيروساليم بوست” الإسرائيلية، ويرى أن الأردن لم يحترم تقسيم عصبة الأمم لفلسطين، وأن الأردن احتل جزءاً من الأراضي المخصصة من قبل بريطانيا لليهود، ومشككاً في أن اللاجئين الفلسطينيين هم فعلاً لاجئون كون تلك الأراضي لم تكن فلسطينية بالأصل.