كشفت المؤشرات الأولية لنتائج الانتخابات البرلمانية، تراجع حزب النور السلفي في ذلك السباق، سواء على القوائم أو الفردي، حيث كانت الضربة الكبرى له هي تفوق قائمة “في حب مصر”، على نظيرتها “النور” في معقل السلفيين بمحافظة الإسكندرية.
وشهدت دوائر محافظة الجيزة، انخفاضا كبيرا في ترتيب مرشحي حزب النور، حيث جاؤوا في ذيل الترتيب في دائرة إمبابة، إذ حصل مرشح الحزب حسام عيد، على 1342، ليحل بذلك في المرتبة الثامنة، وفي دائرة الهرم جاء مرشح الحزب في المرتبة السابعة، حيث حصل محمد نصر محمد، على 2292 صوتا، وفي دائرة بولاق الدكرور حصل أحمد عبد الغفار معتوق على 1349 صوتا فقط، ليحل في المرتبة الـ23.
وفي الوقت الذي أعلن فيه حزب النور أن مرشحه بالوراق دخل جولة الإعادة وهو فريد أبو خضرة، كشفت نتائج الفرز عن حصوله على 10437 صوتا، ليحل في المرتبة السابعة، بين مرشحي الفردى، ليبتعد بذلك عن المنافسة والإعادة، تماما كباقي مرشحي الحزب في باقي دوائر الجيزة.
وفسر الكاتب والمفكر طارق البشري، هذا السقوط بأنه أمر طبيعي، في ظل سقوطه من نظر الكثير من السلفيين أنفسهم الذين دعموا الإخوان بعد أحداث الثالث من يوليو، بالإضافة إلى انحسار شعبيته بين أتباعه وسقوطه من نظر فئات كثيرة سبق واختارته لسمته الإسلامية وحديثه عن الدين.
وأضاف “البشري”، في تصريح لـ”رصد” أن المعسكر السلفي لم يعد في سلة واحدة، فالكثير منهم عارض انضمامه للقوى السياسية التي انضمت للمجلس العسكري في عزل محمد مرسي عن الحكم، مبينا أن نحو نصف أتباعه تعاطف مع الإخوان.
ورأى الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن مواقف حزب النور المتذبذة سبب رئيسي في ضعف موقفه أمام الناخبين، بالإضافة إلى اختفاء مؤيدي التيار الإسلامي من مشهد العملية الانتخابية.
وأشار “حسني”، في تصريح لـ”رصد”، إلى أنه بعد الثالث من يوليو 2013، أصبح حزب النور صاحب وجوه كثيرة فتارة يؤيد أفكار التيار المدني ويعلن مشاركة الأقباط في قوائمه، وفي نفس الوقت يهاجم الأقباط والكنيسة ويتحدث عن مسمى “حماية الدين”.
وأوضح أن الحملات الإعلامية لم تترك حزب النور يهنأ بفراغ ساحة التيار الإسلامية، بالإضافة إلى التراشق الحاد بين التيار المدني وأعضاء النور، الأمر الذي شوه صورة الأخيرة بدرجة كبيرة.
وقال صلاح عبد المعبود، عضو المجلس الرئاسي للحزب، في منشور له على شبكة التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، موجها حديثه لقواعد الحزب: “يا شباب النور: ﻻ تنزعجوا، فالله عنده الخير ﻻ تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا”.
وكانت قيادات إسلامية محسوبة على التيار السلفي، قد شنت هجوما عنيفا على حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية، بالتزامن مع بدء الانتخابات، وطالبوا الحزب بـ”التوبة” على حد تعبيرهم.