أودعت إدارة سجن أسيوط العمومي، منذ أسبوعين، المعتقل الدكتور “علاء الدين سيد”، في حجرة الحبس الانفرادي، والموجودة بجوار حجرة الإعدام بالسجن، وقد أطلق عليها السجناء اسم “المصفحة”؛ وذلك لبشاعتها، فأعلن إضرابه عن الطعام لحين إخراجه من محبسه، وعلى إثر ذلك أعلن باقي معتقلي العمومي إضرابهم تضامنًا مع الدكتور “علاء” وخروجه من “مصفحة الانفرادي”، وتحقيق بعض مطالبهم، وبالفعل لم يكتمل أسبوع من الإضراب حتى تحقق لهم بعض مطالبهم، وقد خرج الدكتور “علاء” من الحبس الانفرادي.
و”مصفحة الانفرادي” هي عبارة عن حجرة متر في متر ولا يوجد بها منفذ هواء سوى شباك حديد صغير، مظلمة دائمًا؛ فهي حجرة عفنة مليئة بالحشرات والدود وأرضيتها لا تصلح للنوم أو الجلوس مليئة بالطوب والزلط ولا يوجد مكان لقضاء الحاجة؛ حيث يقضي المعتقل حاجته وأكله ونومه في هذه الحجرة العفنة، ومع ذلك لم يتم تنظيف الحجرة منذ أكثر من 6 شهور.
وبمجرد دخول المعتقل حجرة الانفرادي، يمتلئ جسده بالدود، ويصاب بالهلوسة والجنون؛ حيث أصيب أكثر من ثلاثة معتقلين بالجنون بسبب حبسهم في الانفرادي، وعلى سبيل المثال لا الحصر، الطالب المعتقل “فرغلي” الذي يبلغ من العمر 23 عامًا، متهم في قضية الفض وحكم عليه بالسجن 5 سنوات، قضى منها سنة كاملة بالحبس الانفرادي “المصفحة”، وفي خلال هذه السنة أصيب بحالة سيئة جدًا، وتدهورت صحته وصل إلى حد النزيف المستمر والإغماء بشكل دائم، وقد اتهمته إدارة السجن بالجنون دون عرضه على الطبيب النفسي حتى الآن على الرغم من سوء حالته.
