خسارة فادحة لحقت بحزب “النور” السلفي، في الانتخابات البرلمانية، بعد أن خرج من الانتخابات خاوي اليدين؛ حيث فشل في الفوز بأي مقعد في الانتخابات.
ويخوض ما بين 22 إلى 25 مرشحًا للحزب جولة الإعادة، وسط توقعات باتجاهه إلى خسارة ساحقة، حتى إن مرشحيه الراسبين على المقاعد الفردية جاءوا في ترتيب متأخر، نتيجة الأرقام المتدنية التي حصلوا عليها.
“حب مصر” تكتسح و”النور” يخسر
جاءت خسارة الحزب في معاقله؛ سواءً الإسكندرية أو مرسي مطروح، فضلًا عن أنه خرج “صفر اليدين”، بلا إعادة، في خمس محافظات هي (سوهاج، وأسوان، والأقصر، والمنيا، والجيزة).
وفي المقابل، حصدت قائمة “في حب مصر” أغلبية المقاعد في الانتخابات التي شهدت مقاطعة كبيرة من الشارع المصري، وشهدت نسبة حضور لا تتخطى حاجز الـ10%.
في محافظة الإسكندرية، حصلت قائمة “في حب مصر” على الفوز في ثلاث دوائر انتخابية وحصلت على 163 ألفًا 533 صوتًا، أما حزب النور فحصل على 12 ألفًا و534 صوتًا، وفرسان مصر على 3368 صوتًا وائتلاف الجبهة المصرية الذي حصد 2851 صوتًا.
وفي محافظة الفيوم، فازت قائمة “في حب مصر” أعلى نسبة للأصوات بين القوائم حصلت القائمة على 33764 صوتًا قائمة “نداء مصر” في المرتبة الثانية بـ11828 صوتًا وحصلت كتلة “الصحوة الوطنية” على 2545 صوتًا وائتلاف “الجبهة المصرية” و”تيار الاستقلال” على 3828 صوتًا.
أما في محافظة الجيزة، فتصدرت قائمة في حب مصر أعلى الأصوات باكتساح في جميع الدوائر الانتخابية وصرح المستشار أيمن عباس، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، في مؤتمر صحفي عن نتائج الانتخابات البرلمانية بالخارج أن قائمة حزب النور تحصلت على 523 صوتًا، أما قائمة في حب مصر فتحصلت على 5 آلاف و248 صوتًا وجاءت في الترتيب الثالث قائمة فرسان مصر بـ126 صوتًا وقائمة ائتلاف الجبهة وتيار الاستقلال حصلت على 340 صوتًا.
هجوم على حزب “النور”
وقال المقرر العام لقائمة “في حب مصر”، اللواء سامح سيف اليزل، إن غرفة العمليات الرئيسية لقائمته أكدت فوز قطاع غرب الدلتا بنسبة 58 في المئة من إجمالي الأصوات الصحيحة، بالإضافة إلى فوز القائمة في قطاع الصعيد، بنسبة 54.5 في المئة، مؤكدًا أن القائمة الآن حصدت 75 مقعدًا؛ لأنه لا توجد منافسة بقطاع شرق الدلتا لعدم نزول قوائم أخرى للانتخابات في القطاع.
ووجه “سيف اليزل” -في تصريحات صحفية، مساء أمس الثلاثاء- رسالة شديدة اللهجة، إلى حزب النور، بقوله: “الشعب يرفض برلمانات قندهار، والوعي السياسي الذي وصل إليه الرأي العام المصري وضعكم في حجمكم الحقيقي، وأنهى الأسطورة الزائفة الزاعمة سيطرتكم على عدد من دوائر غرب الدلتا”.
“النور” يخسر قاعدته الإسلامية
وقال مراقبون إن خسارة “النور” تحمل دلالات كثيرة، أبرزها أن الحزب سقط سقوطًا مروعًا في الشارع المصري؛ جراء تأييده للنظام الجديد، ورفض التيار الإسلامي له.
وكان قادة الحزب يعلقون آمالًا كبيرة على أن يحقق في هذه الانتخابات النتيجة ذاتها التي حققها في انتخابات 2011-2012، عندما تمكن الحزب من إحراز نسبة 22.4 في المئة، وحصل على 112 مقعدًا.
وقال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إنه يتوقع حصول حزب النور -الذراع السياسية للدعوة السلفية- على نسبة 5% من إجمالي مقاعد البرلمان، لافتًا إلى أن الحزب يدرك المناخ العام الذي يعمل تحت ظله الحزب.
وأوضح برهامي، أن الحزب يواجه حربًا شرسة من وسائل الإعلام والقوى السياسية ذات الصبغة المدنية، مشددًا على أن الحزب غير قادر وغير راغب في الرد على وسائل الإعلام، ولا يملك النية التي تسمح له بمواجهة الآلة الإعلامية الضخمة التي توجه ضده.
يذكر أن النتائج الأولية، تشير إلى أن حزب النور خسر المنافسة بقائمة غرب الدلتا، بجانب دخوله الإعادة على نحو 26 مقعدًا تقريبًا.
الهيئة العليا للنور
أبدي عدد من أعضاء الهيئة العليا للحزب، سخطهم من تلك النتائج، وتوجهوا برسالة إلى الهيئة العليا للحزب، طالبوا فيها بالانسحاب من خوض المرحلة الثانية للانتخابات.
وقالوا -في رسالتهم-: “نظرًا للمناخ غير الصحي الذي لا يسمح بالمنافسة الشريفة نرجو التكرم بتسجيل موقف تاريخي سياسي بإعلان الانسحاب من العملية الانتخابية لقائمة القاهرة والدلتا (مرحلة ثانية)؛ نظرًا لتقاعس اللجنة العليا للانتخابات عن الوفاء بالتزاماتها نحو تفعيل القانون ضد الإعلام الذي أفسد البيئة الانتخابية عبر تشويه ممنهج ومنظم لحزب شرعي ودعوة معلنة وتحريض مباشر للناخبين عبر قنوات تلفزيونية لعدم اختيار قائمة حزب النور”.
واعترف رئيس الحزب، يونس مخيون، بالنتيجة ضمنيًا، وقال -خلال اتصال هاتفي بفضائية “الحياة”-: “الإعلام كان يعمل على تخويف المواطنين من الحزب”، مضيفًا “كنا نتمنى أن تتم الانتخابات في جو من الحياد التام على خلاف ما عشناه”.
ووجه المتحدث باسم الحزب، صلاح عبدالمعبود، رسالة إلى أعضائه، بعد ظهور المؤشرات الأولية للنتائج، وقال -على حسابه في موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”-: “يا شباب النور.. لا تنزعجوا، فالله عنده الخير، لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرًا.. حزب النور وضوح، وطموح”.
