إلى ماذا تهدف روسيا في تدخلها السافر في الشأن الداخلي والخارجي في سوريا ، وخاصة في مساندة النظام السوري الذي ارتكب العديد من المجازر الدموية ومارس أبشع أنواع الإرهاب والتعذيب والقتل والتشريد ضد الشعب السوري ، ولماذا يريد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حماية المجرم بشار الأسد من السقوط والإنهيار ، وهل التدخل الروسي في سوريا في هذا الوقت الحرج يعتبر بداية لمؤامرة أمريكية – إيرانية – صينية في المنطقة ؟ وفي المقابل يجب أن لا ننسى الدور الروسي العميق منذ الأزل في تكوين العلاقات الثنائية المشتركة مع سوريا ، فمنذ عام 1944 بدأت العلاقات الدبلوماسية الوثيقة بين البلدين تأخذ حيزا كبيرا ، وخاصة بعد إعلان إستقلال سوريا ، حيث لعبت موسكو حين ذاك دورا مهما وقويا في إدراج سوريا إلى قائمة الدول المؤسسة لهيئة الأمم المتحدة ، بل وقدم الإتحاد السوفيتي الدعم السياسي والعسكري والثقافي والإقتصادي إلى سوريا منذ الإستقلال حتى وقتنا الحالي .
وهنا يجب أن نتطرق إلى التدخل الروسي في سوريا وأبعاده العسكرية ، حيث تم إرسال ما يقارب 3000 آلاف مقاتل روسي لسوريا ، بالإضافة إلى أعداد هائلة وكبيرة من الأسلحة المتعددة والهجومية ، تتضمن قاذفات وطائرات ومدافع ودبابات وطائرات بدون طيار ، وفي تصريح وقح ومستفز أعلنت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية ” إن أرض سوريا هي أرض الجهاد المسيحي الصليبي ” المقدس ” ضد الأعداء المسلمين ” ، وهذا يؤكد ما قاله المحلل العسكري الإسرائيلي أليكس فيشمان ” إن روسيا وإيران وبموافقة الولايات المتحدة الأمريكية ، أتخذتا قرارا إستراتيجيا للقتال إلى جانب الأسد لحمايته وإنقاذه من السقوط ” .
وهذا ما تؤكده أيضا فرنسا بأن الضربات الجوية الروسية على سوريا ، لم تستهدف مقاتلي تنظيم الدولة ، بل كان هدفها هو دعم الرئيس السوري ، وذلك من خلال إستهداف الجماعات المعارضة له ، وأعلن كذلك عضو البرلمان العراقي موفق الربيعي إن العراق لا تمانع إستخدام روسيا لأجوائها في نقل المساعدات ، وهو بذلك يقصد قتل الأبرياء وتشريد الشعب السوري الشقيق .
إذن فهي مؤامرة خبيثة أطرافها روسيا وإيران والعراق وأمريكا والصين وإسرائيل ، ولا عجب في ذلك ، فتكتيك إيران منذ القدم في الإستحواذ على ثروات المنطقة قد بدأ يحصد ثماره ، وصمت الدول الخليجية والعربية حيال هذه المؤامرة ما هو إلا ضعف وخوف وخزي ، فنتمنى من التنظيمات الإسلامية المعتدله في سوريا أن توحد صفوفها في مقاومة واحدة لإيقاف المد الإيراني والروسي في المنطقة ، حتى لا تصبح سوريا أفغانستان آخر