أصبح من الشاق حاليا على الأطباء في مصر البحث عن اسم دواء للمريض يتوافر دخل الصيدليات في مصر، إذ تعاني البلاد من نقص حاد في الأدوية التي أصبحت تشمل أدوية الأمراض المزمنة، بسبب نقص الدولار وصعوبة وعدم القدرة على الاستيراد.
800 صنف غير متوفرة بالسوق
تشهد سوق الدواء في مصر الآن نقصًا كبيرًا منذ عام وصل إلى أكثر من 800 صنف من الأدوية غير متوفرة في الصيدليات، منها أدوية لعلاج الأمراض المزمنة، مثل أدوية القلب والسكر والضغط وأدوية الأطفال والكبد والقلب والحساسية والبرد والأورام، إضافة إلى ألبان الأطفال التي يعانى الأهالي من الحصول عليها.
وأصبحت الأزمة ملحوظة بشكل واضح داخل المستشفيات الحكومية، إذ تعاني من نقص حاد في الأدوية، مما أدى إلى حالات وفاة بينهم أطفال، حسب بيان مركز الحق في الدواء.
أزمة الدولار وسعر الأدوية
من جانبه، قال الدكتور عادل عبد المقصود، رئيس شعبة أصحاب الصيدليات بغرفة القاهرة التجارية، إن سوق الدواء تشهد نقصًا حادًا في الأدوية، مما يهدد حياة الآلاف من المرضى.
وأشار عبد المقصود في تصريحات خاصة لـ”رصد”، إلى أن هناك نقصًا كبيرًا في أدوية الألبيومين ومشتقات الدم بأنواعها كافة، وأن 90% من أدوية مشتقات الدم والأدوية الحرجة المستخدمة في العمليات الجراحية وعقارات وقف النزيف غير متوافرة بالصيدليات ولا المستشفيات، كالألبيومين وحقن الـ”أنتي آر إتش” و”الكوردارون” لعلاج أمراض القلب والحقن الخاصة بوقف نزيف المخ، ووصل إلى الأمصال واللقاحات.
وأكد عبد المقصود أن أزمة الدولار أحد العوامل الرئيسية في أزمة الدولار الحالية، وأن جميع شركات قطاع الأعمال بها عجز 50% بمنتجاتها، بسبب عدم تحريك أسعار الأدوية التي تنتجها.
وطالب عبد المقصود بتحريك أسعار الأدوية التي تنتجها شركات الأدوية التابعة لقطاع الأعمال العام حتى يتم إنقاذها من الخسائر وتسهم في الحد من نقص الدواء بالسوق.
أزمة البديل
وقال الدكتور صبري عبد المنعم، وكيل وزارة الصحة السابق، إن الأطباء أصبحوا يكتبون أكثر من بديل للدواء في الروشته الواحدة، تحسبا لعدم وجود الدواء، رغم ذلك يعود المريض مرة أخرى للطبيب للبحث عن اسم بديل آخر للدواء.
وأوضح صبري، في تصريح خاص لـ”رصد”، أن صيدليات مصر تعاني من نقص الأدوية بسبب استمرار عمليات التهريب للخارج، وكذلك لارتفاع تكلفة إنتاج الدواء عن السعر الذي يتم البيع به، وأشار صبري إلى أن معظم شركات الأدوية في قطاع الأعمال العام والتابعة للشركة القابضة للأدوية تعاني مشاكل مالية تؤثر على إنتاجها وتزيد من حجم الخسائر بها، الأمر الذي يؤدي إلى مشاكل أيضا في إنتاج الأدوية بالسوق المحلية ويزيد من أزمة نقص الدواء.
قرارات حاسمة للحكومة
وأكد صبري أنه لا بد من قرارات حاسمة من قبل الحكومة لحل أزمة الدواء في مصر، منها تفعيل دور هيئات الرقابة على الأدوية، وتوفير الدولار لاستيراد الأدوية، ورفع أسعار الدواء الذي تزيد تكلفة إنتاجه عن سعره.
وفي مقال له، كشف الطبيب أحمد خالد توفيق حجم الأزمة، حيث قال إنه لن يذكر أسماء أدوية حتى لا يُقال إنه استغل مساحة المقال لمشاكل الخاصة.
أدوية تهدد حياة المصريين
وقال توفيق: “القصة ببساطة هي أنني أعتمد على عقارين للقلب بالغي الأهمية.. اعتمادي من نوع حياة أو موت. طبعًا لا بد أن يختفي العقاران من السوق نهائيا. تدخل كل صيدلية وتسأل، فينظر لك الصيدلي ويبتسم ويهز رأسه: ناقص والله بقى له فترة والبديل ناقص”.
وأضاف: “أنا طبيب ويمكنني أن أذكر له ستة بدائل محتملة تحوي نفس المادة الفارماكولوجية، لكنها كلها (ناقصة برضه)”، وأضاف: “تذهب لصيدلية أخرى فيرمقك الصيدلي في غيظ بما معناه: ليس هذا وقت المزاح والمسخرة.. أنتَ تعرف جيدًا أنه غير موجود”، ويضرب كفًا بكف بعد انصرافك ويهمس لصاحبه: “لأ.. حدق أوي.. الناس دي بتستهبل”.
وتابع توفيق: “هكذا أكتشف أنني سأموت بعد ثلاثة أيام مع انتهاء آخر ستة أقراص لدي، أتصل بأساتذة القلب الذين يتابعون حالتي فيقترحون في بشاشة اسمًا بديلا.. أضع سماعة الهاتف دون أن أجرؤ على إخبارهم أن البديل غير موجود. لقد انتهى أمري.. أنا “بطة ميتة” كما يقول الغربيون”.
أبرز الأدوية التي تشهد نقصًا حادًا بالسوق:
نقص أدوية الطوارئ
مرضى عدم انتظام ضربات القلب
الكوردارون
أحد الأدوية الأساسية التي تستخدم لعلاج اضطراب ضربات القلب.
أميودارون المنظم لضربات القلب مختفٍ وبدائله
حقن الـ”أستربتوكاينيز” المسؤولة عن إذابة الجلطات
الألبومين لمرضى الكبد ويشهد نقصًا حادًا فيه
وحقن أيبوتن لمرضى الكلى
حقن الأطفال “الكورتجين” الخاص بالقيء للأطفال إذ من الممكن أن يحدث جفاف للطفل ويتوفّى
حقن الفاكتور لمرضى الهيموفليا والتى توقف استيرادها
حقن الهرموناتش