تعتبر العلاجات الإشعاعية والكيميائية، أخف ألمًا وأكثر استهدافًا، في علاج سرطان الثدي الذي يصيب امرأة واحدة من بين ثمانٍ في البلدان المتقدمة.
يقول الطبيب جاستن ستيبينج، الأستاذ المحاضر في علم السرطان في جامعة “إمبيريال كولدج” في لندن: “شهدت العقود الأخيرة تغيرات كبيرة في معالجة سرطان الثدي، وأصبحنا نعلم أن أنواع هذا السرطان متعددة وهي تختلف باختلاف فروقات بسيطة خاصة بالجزيئات، نستند إليها لتوفير علاجات مكيفة بحسب الحاجات”.
وأضاف “كان الأطباء يزيدون، طوال سنوات، من عدد العلاجات ومدتها لزيادة فرص الشفاء، لكن النهج السائد حاليًا بات يقضي بالتخفيف تدريجيًا من حدة العلاجات عند النساء اللواتي لا يواجهن خطرًا كبيرًا للانتكاسة، وكان الاستئصال الكامل للثدي مع الغدد اللمفوية في الإبط الحل المعتمد لجميع أنواع السرطانات في الثمانينيات، لكن الحال لم تعد كذلك اليوم”.
وتابع: لم يعد استئصال الثدي يعتمد إلا في 28% من الحالات في فرنسا، واستبدل بعملية استئصال الورم، ولم يخفف في المقابل العلاج بالهرمونات المعتمد عندما تكون الأورام قابلة للتفاعل مع الهرمونات النسائية.
غير أن مدة العلاجات الإشعاعية قصرت وتراجع اللجوء إلى العلاجات الكيميائية الشديدة التي تتسبب بتساقط الشعر.
وأشار إلى أن الآثار الجانية للأساليب الجديدة المعتمدة في هذا النوع من العلاجات باتت أقل حدة، كما تبين أن العلاج الكيميائي بحد ذاته ليس دومًا نافعًا.
وأوضح أنه خلافًا للعلاجات الكيميائية التقليدية، فإن العلاجات المستهدفة التي تم تطويرها بفضل التقدم المحرز في بيولوجيا الجزيئيات والوراثة توجه نحو خصوصيات الخلايا الورمية، وباتت الجهود تركز أيضًا على مراحل التشخيص الضروري لزيادة حظوظ الشفاء.
ويوصي الأطباء بتشخيص مبكر عند النساء المعرضات لخطر الإصابة بالسرطان ممن لديهن استعداد وراثي.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، فإنه يودي سرطان الثدي بحياة أكثر من 500 ألف امرأة في العالم كل سنة. وإذا تم تشخيصه مبكرًا، فإنه يمكن الشفاء منه في 9 حالات من أصل 10.