قال الكاتب الصحفي، فهمي هويدي، إن الإدارة المصرية تلقت رسالة قوية من الإسكندرية، خلاصتها أن هموم الناس وحل مشاكلهم الحياتية يجب أن يقدم على أي شيء آخر، وأن الديكورات والوجاهات والمهرجانات لا قيمة لها لدى الرأي العام طالما استمرت معاناة المواطنين وتدهورت الخدمات التي تقدم إليهم.
وأشار -عبر مقال نشر في جريدة “الشروق” القطرية تحت عنوان “الكاشفة”- إلى أن ما تعرضت له الإسكندرية من دمار ووفيات، يكشف عن خمس فضائح كشفت عنها أمطار الإسكندرية، ويجب أن يعييها المسؤولون.
أعرب “هويدي” في البداية، عن احترامه لمحافظ الإسكندرية المستقيل، الدكتور هاني المسيري، الذي تحمل مسؤولية التقصير وحده، رغم أنه تسلم منصبه منذ ثمانية أشهر فقط، مؤكدًا أنه لا أحد يستطيع أن يقرر بأنه مسؤول عن تعطل أو انسداد شبكة الصرف؛ نظرًا للمدة القصيرة التي أمضاها.
وأضاف، ثانيًا: قبل أن توجه إلى المحافظ المستقيل سهام الاتهام بالتقصير كان ينبغي مساءلة رؤساء أحياء المدينة وجميعهم لواءات سابقون بالجيش والشرطة، مشيرًا إلى أن ذلك دليل على أن المسوغ الحقيقي لاختيارهم هو الحسابات والاعتبارات الأمنية، وليس رعاية مصالح المواطنين، مؤكدًا أنهم المسؤولون المباشرون عن الحدث ويجب مساءلتهم.
ثالثًا: الإسكندرية تعرضت لنَوَّة من ذلك القبيل قبل شهر من الزمن، الأمر الذي يعد جرسًا كان ينبغي أن يسمع رنينه كل مسؤول في المحافظة، علمًا بأن أهل الإسكندرية يحفظون جيدًا مواعيد النوات ويفترض أن تتحسب لها البلديات على الأقل.
رابعًا: أنه من الخطأ أن يتصور البعض أن الإهمال مقصور على شبكات الصرف دون غيرها من أوجه الخدمات والمرافق، موضحًا أن ما جرى تعبير عن انهيار الخدمات التي تقدم للناس في التعليم والصحة والإسكان وفي غير ذلك من المجالات، مضيفًا أنها مشكلة مصرية عامة وليست مشكلة المحافظة وحدها.
وختم: خامسًا، أن بلدية المحافظة إذا سقطت في اختبار الأمطار، فمن الوارد أن يحدث ذلك الرسوب في أي جهة خدمية حكومية أخرى إذا ما تعرضت لاختبار مماثل، ما يعد دليلًا على أن هموم النظام مقدمة على هموم المواطنين العاديين، ما دامت أرواح الناس تذهب دون أن يعرفوا من المسؤول عن ذلك الإهمال ودون أن يحاسب المسؤول على جريمته.
