أكدت صحيفة “تايم” البريطانية، أن روسيا رفضت تبني “تنظيم الدولة” لحادث طائرة سيناء؛ خشية أن يؤدي ذلك إلى إثارة الرأي العام الداخلي.

وقالت الصحيفة إن الحادث كان بمثابة فرصة لتنظيم الدولة للترويج لنفسه؛ فبعد الحادث بساعات أعلن التنظيم مسؤوليته عن الحادث، واعتبرت الصحيفة أن ادعاءات المسؤولية من قبل تنظيم الدولة مزيفة، مرجعة ذلك إلى أن الطائرة كانت تطير على ارتفاع 30.000 قدم بعيدًا عن صواريخ أرض- جو المحمولة على الكتف التي يمتلكها التنظيم الإرهابي في المنطقة.

وترى الصحيفة أن إعلان تنظيم الدولة مسؤوليته عن الحادث بمثابة صدمة عصبية لروسيا؛ إذ إنه خلال الأشهر الماضية قام الطيران الروسي بحملة قصف ضد ما أسمته مواقع التنظيم.

وأضافت “تايم”، ردًا على ذلك أعلن تنظيم الدولة “الحرب المقدسة” ضد روسيا والولايات المتحدة بقوله: “الشباب المسلم في كل مكان سيشعل الجهاد ضد روسيا والأميركان في حربهم الصليبية ضد الإسلام”.

وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة حذرت من أن الضربات الجوية الروسية ضد التنظيم سيجعل منها هدفًا للإرهابيين، كما أكد وزير الدفاع الأميركي في الثامن من أكتوبر أثناء قمة للناتو في “بروسل ” أن روسيا ستعاني من خسائر خلال الأيام القادمة.

واستطردت الصحيفة: بعد تصريح وزير الدفاع الأميركي بأربعة أيام أعلنت قوات الأمن الروسية أنها أحبطت هجومًا إرهابيًا في موسكو مرتبطًا بتنظيم الدولة، وهو ما أثار المخاوف من هجمات إرهابية؛ إذ أظهر استطلاع كبير للرأي أن 65 بالمائة من الروس قلقون حيال تعرض ذويهم  لهجمات إرهابية مقارنة بـ58 بالمائة العام الماضي، وهو ما قام “بوتين” باستغلاله لتبرير الهجمات الجوية على سوريا، قائلًا: “لا بد لنا من اتخاذ إجراءات وقائية”.

وأشارت الصحيفة إلى أنه كان من الممكن أن تستغل روسيا ادعاء تنظيم الدولة لمسؤوليته عن الحادث في حشد الرأي العام لتأييد غاراتها الجوية في روسيا، لكن الإعلام الروسي قلل من شأن هذه الإدعاءات.

وأرجعت الصحيفة عدم تبني روسيا لرواية تنظيم الدولة للحدث ليس فقط لأنها رواية مشكوك فيها، بل من شأن ذلك أن يربط بين الحملة الجوية الروسية على سوريا، ومقتل أكثر من مائتي مدني روسي، وانتشار هذه الرواية داخل روسيا من شأنه أن يلقي باللائمة على “الكرملين” في إشعال نار الإرهابيين في الداخل الروسي.