أثارت تصريحات الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، المتناقضة العديد من التعليقات، فبعد سقوط حزب النور في المرحلة الأولى للانتخابات البرلمانية، خرج ياسر برهامي قائلاً: “ها هو الملياردير العالمي ساويرس، يستعد لتشكيل حكومة مصر، فلا تلوموا إلا أنفسكم ولتلمكم الأجيال القادمة، حين تصبح آلام اليوم هي أحلام الغد لأنكم رفضتم أو قصرتم في قراءة الواقع فلم تصيبوا الشرع”.
وأعرب نائب رئيس الدعوة السلفية ياسر برهامي عن قلقه من محاولة حزب المصريين الأحرار لتغيير ما وصفها بالثوابت، قائلاً: “هزعل جامد جدًّا لو حزب ساويرس حاول تغيير المادة الثانية من الدستور الخاصة بالشريعة الإسلامية”.
برهامي يتراجع ويرحب بالتعاون مع ساويرس
ورغم تصريحاته السابقة بعدم جواز التحالف أو التعاون مع حزب المصريين الأحرار، وأن نجيب ساويرس كافر، قال برهامي عند سؤاله عما إذا كان تشكيل نجيب ساويرس للحكومة سيقلقه أم لا: “أنا مستعد أن أضع يدي بيد أي شخص طالما سيلتزم بالقانون والدستور”.
التصريح الأخير لبرهامي يضع حديثه في تناقض واضح مع ما أدلى به سابقًا، حينما قال عام 2012 في فتوى رسمية نشرت يوم 2 يناير على موقع “أنا السلفي” إن نجيب ساويرس كافر، ولا يجوز أن يلقبه بلفظ السيد بأي حال من الأحوال، وأما مسألة التحالف مع المناهج المخالفة للشرع لا تجوز إلا مع ما فيه تعظيم لحرمات الله.
فتوى برهامي بحرمانيه التعامل مع ساويرس
وأضاف: التحالفات التي تهدف إلى “تقسيم الكعكة” لا تجوز شرعًا، أي يظل الليبرالي على ليبراليته يدعو إليها ويسعى إلى إقامتها، والديمقراطي على ديمقراطيته يدعو إليها ويسعى إلى إقامتها على مفهومها الغربي المتضمن لإثبات حق التشريع لغير الله، وإطلاق الحريات بلا ضابط من الشرع، في حين يبقى الإسلاميون على ما هم عليه، فهذا تحالف ليس على الإجابة للحق ونصرة المظلوم، ونحو ذلك مما كان عليه “حلف الفضول”، فقياس أحدهما على الآخر قياس فاسد وباطل.
بجانب ذلك أصدر برهامي فتوى في 7 نوفمبر 2011، يدعو فيها إلى مقاطعة الشركات التابعة لنجيب ساويرس، قائلًا: “المقاطعة للشركات التي يطعن أصحابها في الإسلام وأهله مصلحة ومشروعة”.
برهامي يتلاعب بأعضاء الدعوة السلفية
ومن جانبه قال محمود عباس، عضو الهيئة العليا سابقًا بحزب النور، إن الدكتور ياسر برهامي، يتلاعب بأعضاء الحزب والدعوة السلفية، قائلاً: “أليس برهامى من حذركم أثناء الانتخابات البرلمانية من إعطاء الفرصة لساويرس أن يشكل الوزارة؟ أليس هو من طالب نادر بكار وغيره بمهاجمة ساويرس، وأنه متهرب من الضرائب، هل جاءت الأوامر لبرهامي بتعديل الدفة بدلاً من مهاجمة ساويرس يجب أن تتعاون معه؟”.
وتابع: برهامي لعبة في يد النظام يحركه كيف يشاء، كما أنه شخصية متناقضة، يقول الفتوى وعكسها، فقد حلل القرض من صندوق النقد الدولى في عهد محمد مرسي وعاد ليحرمه، وحرم دخول القبطي مجلس الشعب وعاد ليحلله، وأخذ ينادي بتأييد حزب النور؛ لأن ساويرس سيكون مشكلة حين يشكل الوزارة، فهو شخصية تفعل الشيء وعكسه دون إحساس بالتناقضات.
“المصريين الأحرار” يرفض دعوة النور للتعاون
ومن جانبه أكد شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، أن التعاون مع حزب النور السلفي في مجلس النواب المقبل غير مطروح نهائيًّا على أجندة الحزب الليبرالي.
وقال وجيه، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحزب، اليوم الإثنين، بالزمالك:ن الدعوات التي أطلقها “النور” بشأن استعداده للتحالف مع “المصريين الأحرار” بشرط احترامه للمادة الثانية من الدستور، المتعلقة بالمرجعية الدينية، غير مقبول.
وأشار متحدث “المصريين الأحرار” إلى أن أمر التعاون مع حزب النور محسوم، في ظل “ممارساته التي لا تنتمي للديمقراطية وحرية التعبير بصلة”.
واستنكر وجيه ادعاء حزب النور بأن المصريين الأحرار لا يحترم الدستور ولا يؤمن بمبادئه، مؤكدًا أن أنصار الحزب الليبرالي “أول من أيدوا الدستور المصري الحالي، وطالبوا بتطبيقه، ورفضوا دعوات تعديله التي أطلقت مؤخرًا، مطالبين بتطبيقه أولا”.