نشر موقع ميدل إيست مقالاً للكاتب إبراهيم حلاوة قال فيه إن الادعاءات بأن السيسي سيحقق الأمن والاستقرار السياسي لمصر مجرد خرافات، وإن الحقيقة تقول العكس تمامًا.
وقال الكاتب إنه بما أن السيسي سيزور بريطانيا فإنه من الأهمية بمكان أن نضع الحقائق على الطاولة؛ إذ إن الرجل الأبرز في الجيش الذي خلع بزته العسكرية لكي يصبح رئيس جمهورية يخفي سجلاً داميًا لانتهاكات حقوق الإنسان خلف ابتسامته الخجولة و ادعاءاته بمحاربة الإرهاب التي يحب على الغرب أن يسمعها.
وانتقد الكاتب ادعاءات نظام السيسي بأنه حقق الأمن والأمان في مصر وسط الفوضى والعنف اللذين يجتاحان المنطقة، واصفًا إياها بأنها مجرد خرافة، مشيرًا إلى حرمان ملايين المصريين من الأمن، ومنذ الإطاحة بالرئيس مرسي قتل أكثر من مائتي طالب داخل الحرم الجامعي، أما بالنسبة للنساء فقد أظهرت دراسة الاتحاد الدولي لحقوق المرأة أن هناك زيادة في العنف الجنسي الممنهج التي تقوم به قوات الأمن منذ الانقلاب العسكري في 2013 وذلك بغرض منع الاحتجاجات، ووفقًا لنفس التقرير فإن نساءً تعرضن للاعتداء الجنسي والاغتصاب والصعق بالكهرباء واختبارات عذرية.
كما يفضح التقرير نفاق الدولة ويظهر أن بعض النساء تم الاعتداء الجنسي عليهن لإجبار أزواجهن أو أقربائهن على الاعتراف بجريمة سياسة الإذلال، وتم الاعتداء على بعض النساء في نقاط التفتيش ومداخل الجامعات والسجون.
ومن ناحية أخرى فإن البلاد قد شهدت أكثر تمرد دموي للمسلحين الإسلاميين في تاريخها الحديث، وتظهر دراسة لمعهد كارنيجي أن جنديًّا يقتل يوميًّا منذ الانقلاب العسكري في 2013، إلا أن نفس الدراسة تظهر أن عدد قتلى مؤيدي مرسي في أغسطس 2013 وحده يفوق بكثير ما قتلته قوات الأمن أثناء التمرد المسلح في الفترة ما بين 1986 إلى 1999.
واعتبر الكاتب أن الخرافة الثانية التي يروج لها النظام هي تحقيقه للاستقرار، استنادًا إلى هذه الذريعة منع السيسي جميع أنواع التجمع الاحتجاجي، ويواجه النشطاء العلمانيون وأبطال حقوق الإنسان المحاكمات العسكرية، وعلى أرض الواقع يوجد أكثر من 3000 شخص يواجهون محاكمات عسكرية، وإجماليًا قدرت منظمة “هيومان رايتس ووتش” عدد المحتجزين بأكثر من 41000 منذ يوليو 2013، وتم الحكم على 670 منهم بالإعدام كما تم إخفاء المئات قسريًا.
واعتبر الكاتب أن الاقتصاد هو الجزء الأكبر من خرافة الاستقرار؛ فتوسعة قناة السويس التي تكلفت 8 مليارات دولار تحولت إلى مهزلة في إشارة إلى عدم تحقيقها أي جدوى اقتصادية، وأدى التدهور في الصادرات غير البترولية إلى خسارة 3.6 مليارات دولار في ثلاثة أشهر، كما أن الجنية المصري يكافح بالرغم من وجود نظام تنظيمي، وفي حين يرحب الأجانب والبنك الدولي بتخفيض قيمة الجنيه أمام الدولار فإن هذا الانخفاض يزيد من التضخم الذي يضرب بقوة الملايين من الطبقة المتوسطة والفقيرة، وفوق كل ذلك أعلنت وزيرة القوى العاملة أن الحكومة لن تتحمل 6.8 مليارات دولار معاشات سنويًّا.
ورأى الكاتب أن الدعاية التي يطلقها نظام السيسي هي دعاية هشة، معتبرًا أن الانتخابات الجولة الأولى تظهر أن السيسي يسير على حبل مشدود، بالرغم من كل الدعم الإقليمي والدولي الذي يحصل عليه؛ إذ إنه خلال الجولة الأولى ظهر طابور الخبز أطول من طابور الانتخابات.
ودعا الكاتب الحكومة البريطانية إلى تفهم هذه الإشارات وغيرها، مثل التضامن الدولي الكبير مع علاء عبدالفتاح، وإضراب أكثر من 17000 عامل في أكبر مصنع للنسيج في مصر، لكن فيما يبدو أن دروس الانتفاضات الشعبية لم تتعلمها الحكومة البريطانية بعد.