شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

وجاري البحث عن وطن

وجاري البحث عن وطن
عندما نشاهد صمت العالم العربي والإسلامي إتجاه قضية اللاجئين السوريين ، فلا نستغرب من هذا الصمت بسبب حالة الذل والهوان والخضوع التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية

بقلم:عـادل القناعي

رغم الألم والمعاناة ، رغم القتل والتعذيب ، رغم الضياع والتشريد ، ستبقى قضية اللاجئين السوريين وصمة عار على جبين الأمة العربية والإسلامية ، فهم مهاجرون تركوا أوطانهم ، وفقدوا فلذات أكبادهم ، وهدمت بيوتهم ، وضاعت أحلامهم ، إنهم أكثر من ( 4 ) ملايين لاجيء سوري ، خرجوا من بلادهم قسرا ، لا يعلمون في أي إتجاه سيرمي بهم التيار ، ولا يعلمون هل الموت مصيرهم أو الضياع والتشرد في بلاد الغربة طريقهم ؟  وها هم اليوم يتجرعون طعم الشتات المر من بلد إلى آخر ، فما لهم غير الله ناصرهم من ويلات القهر والعذاب التي يتجرعونها من قسوة الأنظمة العربية التي تركتهم  بلا مأوى أو مساعدة .

وبالمقابل عندما نشاهد صمت العالم العربي والإسلامي إتجاه قضية اللاجئين السوريين ، فلا نستغرب من هذا الصمت بسبب حالة الذل والهوان والخضوع التي تعيشها أمتنا العربية والإسلامية ، حيث أن أمريكا وحليفتها إسرائيل هما المسيطرتان على تلك الأنظمة العربية الديكتاتورية ، وهما اللتان تمنعان إقامة مناطق آمنة لإستقبال اللاجئين  ، فالأسف الجامعة العربية لم تتوانى ولو للحظة واحدة بالإهتمام أو الوقوف مع قضية اللاجئيين وإيجاد الحلول المناسبة لهم  ، بل خذلتهم وزادت من آلامهم وعذابهم ، حتى أصبحت الجامعة العربية ” جامعة مستشفى المجانين ” ، ومجلس الأمن الدولي الذي لم يتخذ أي قرار أو يعترض على  أي إجراء حول سوء معامله اللاجئين السوريين لأنهم بكل بساطة ” لاجئون مسلمون ” ، وحتى المنظمات الحقوقية والدولية والإسلامية والإنسانية لم تتخذ الخطوات الجادة التي تضمن للاجئين الحق في حياة أفضل ، وتكفل لهم العيش في طمأنينة وأمان ، لذا فإننا على يقين تام بأن مجمل القضية ما هي إلا ” سيناريو تهجير قسري ” يراد به إخراج الشعب السوري الشقيق خارج بلاده ، وبذلك تتحقق رؤية وهدف أمريكا وإسرائيل بتقسيم دول العالم العربي التي بدأت في فلسطين ، ومن ثم العراق ، ومن ثم زحفوا بها إلى سوريا ، ولا نعرف الدور القادم على من ؟

فلكم الله أيها السوريون فأنتم الوحيدون الذين تتجرعون مرارة كل أنواع القتل ، تارة بالبراميل المتفجرة وتارة بالقصف العشوائي وتارة بالأسلحة الكيماوية ومن ثم غرقا في البحار والمحيطات ، والمصيبة الكبرى هل سيستمر شلال القتل والتشريد مستمرا ،  أم سيولد حل سياسي يجنب الشعب السوري المزيد من القتل والضياع  في ظل هذا الإنحراف العربي المعيب .

 



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023