لكل بلد في العالم عاداته وثقافته التي تميز شعبه بين الشعوب، ويرجع ذلك لمعتقداته الفكرية والدينة، وكذلك تاريخ حضارته الاجتماعية، ومن بين الثقافات، ثقافة الزواج.
ونحاول في هذا التقرير، إلقاء الضوء على تفاصيل عادات “الزواج” في تركيا، وهي الدولة المسلمة غير العربية.
وعادات الزواج في تركيا تأتي على أربع خطوات، وهي:
التقدم للزواج
تركيا من الدول المتفتحة اجتماعيًا، على الرغم من كونها دولة إسلامية، إلا أنها في الوقت نفسه لديها الطابع الأوروبي بحكم جغرافيا الدولة؛ فيتقابل الشاب والفتاة ويتفقان على الارتباط، وتقل تلك الظاهرة في الريف التركي، ومن ثم تأتي خطوة التقدم للزواج؛ إذ يذهب الشاب برفقه كبير عائلته كالجد أو الأب وأمه إلى بيت الفتاة، ويقوم كبير العائلة بطلب الفتاة من أهلها ليزوجها لابنه على سنة الله ورسوله، وذلك بجملة شهيرة (Allah’ın emri peygamberin kavli ile kızınız Ayşe’yi oğlumuz Emre’ye istiyoruz) والتي تعني (نريد بنتكم فلانة لابننا فلان بشرع الله وسنة نبيه)، ويتم الرد بالموافقة في الحال.
أما إذا كان لا توجد علاقة ارتباط بين الشاب والفتاة مسبقًا، وتقدم أحد الشباب لخطبة فتاة دون سابق معرفة، فيطلب أهل العروس مدة للتفكير والسؤال عن الشاب، ويتم الرد بالقبول أو الرفض بعد أسبوع، ففي حال القبول، نذهب بعدها للخطوة الثانية وهي فترة الخطبة.
وفي تركيا لا يوجد ما هو متعارف عليه في بلداننا العربية بـ”المهر”، أو “الشبكة”، فهناك يقدم الشاب هدية رمزية من الذهب لعروسه، ويكون ذلك في يوم الزفاف.
الخطبة
بعد الموافقة على الشاب، وقبل موعد الخطبة، يزور أهل العريس بيت العروس، ويحضرون معهم باقة ورد وشوكولاتة، وذلك للاتفاق على تفاصيل حفل الخطبة، ومن المتعارف عليه أن تحضر العروس القهوة لأهل العريس، وتكون في فناجين القهوة العادية، ويوضع فيها السكر، باستثناء فنجان العريس، يوضع فيه الملح، ويكون على العريس أن يشربه دون أن تظهر على وجهه أي علامات من الانزعاج أو الاستغراب.
وبعدها يتم الاتفاق على تفاصيل الخطبة، وقراءة الفاتحة؛ من بين ما يتم الاتفاق عليه بخصوص حفل الخطبة، هو إما أن تتم في بيت العروس، أو في قاعة مخصصة للأفراح.
ومن ثم يتم دعوة الأصدقاء والأقارب إلى الخطبة، ويقف العريس والعروس جنبًا إلى جنب وإلى جانبهم الأمهات، ويأتي أحد الأقارب من جهة العريس أو العروس، ويقلي كلمة صغيرة، من المتعارف أن يُقال فيها (الضيوف الكرام، لقد اجتمعنا في هذا اليوم الخاص لنبارك لهؤلاء الشباب يومهم البهيج، وها أنتم تشهدون أول يوم يخطونه سويًا، وأتمنى لهم حياة سعيدة طوال العمر، وألف مبروك). وذلك كنوع من الإعلان، ثم يقوم المتحدث بإلباس خاتم الخطوبة.
وتوضع خواتم الخطوبة إلى جانب مقص على صينية مزخرفة تسمى “صينية الخطبة”، ويُربط الخاتمان ببعضهما بشريط أحمر، ويقوم المتحدث بقطع الشريط وإلباس الخواتم. ثم يقوم والدا العريس بإلباس العروس “الشبكة”، ويبدأ الاحتفال بعدها رقصًا وغناءً.
ليلة ما قبل الزفاف “الحناء”
وهي ليلة مخصصة للنساء فقط؛ إذ يجتمع فيها الأقارب من النساء والصديقات في بيت العروس، ويحتفلن بالعروس والغناء والرقص، وتلبس فيها العروس الزي الخاص بالحناء، وتقعد على كرسي وتتم تغطية رأسها بغطاء أحمر مزخرف ومزين، والنساء حولها على شكل دائرة، ويغنين الأغنية الخاصة بالحناء.
وبعدها تأتي أم العروس، وتضع قطعة ذهب في يدها، وتفتح العروس يدها وذلك لوضع الحناء، فتقوم الأم بوضع الحناء بشكل دائرة في كف اليد، مع العقدة الأخيرة من كل إصبع، لتنتهي بذلك الحفلة التي تسبق ليلة الزفاف.
الزواج
وفي يوم الزفاف، يذهب العريس والعروس، برفقه أميهما إلى السوق لشراء مستلزمات العرس من ثياب لكليهما، وتكون تكاليف ذلك مقسمة على الطرفين، على أن يقوم العريس هو بنفسه باختيار مستلزمات العروس للزفاف، بعد أن جهزا البيت خلال فترة الخطبة بالتساوي بينهما، فعلى العريس أن يوفر البيت، وعلى العروس تجهيزه.
ويتم بعد ذلك إقامة حفل الزفاف، إما بقاعات الأفراح، كما يحدث في المدن، أو في البيوت، كما يحدث في القرى. ويكون حفلًا يحضره كل الأقارب والأصدقاء والجيران، وسط الغناء والموسيقى والرقص.