المواطن هو من يحاسب دائما على الفاتورة في الحرب الدائرة بين الجيش المصري وتنظيم ولاية سيناء التابع لتنظيم “الدولة”، حيث يقوم الجيش بشكل يومي بقصف المنازل والتجمعات السكنية في القرى الجنوبية للشيخ زويد ورفح والنتيجة قتلى ومصابون ومهجرون جدد.
في “عشة” صغيرة بالشيخ زويد تقيم السيدة أم سليمان من أهالي قرية المهدية جنوب مدينة رفح، حيث إنها من المهجرين الجدد من القرية وتقطن الآن في منطقة جنوب الشيخ زويد تقول إنها أكثر أمانا من القرية، حيث قام الجيش المتمركز بكمين “المواسيين” بقصف منزلها.
وروت السيدة “أم سليمان” معاناتها قائلة: “كنت في منزلي في الشهر قبل الماضي وأثناء إعداد وجبة “الإفطار” سقطت قذيفة على المنزل، فأسرعت مهرولة وأخذت أبنائي وخرجت خارج المنزل، لكن سقطت قذيفة أخرى بالقرب منا فأصبت أنا وأحد أبنائي”.
وقالت “أم سليمان”، في تصريحاتها لـ”رصد”: “لكن تحملت الإصابة وتحدثت إلى طفلي فقلت له ماذا أصابك، فقال وهو يقترب من فقد الوعي: “بحس أن بطني فيها وجع شديد”، فرأيت في بطنه إصابة وجرحا نافذا والدم يسيل منه”.
وأضافت: “أصبت بحالة هيستيرية وحالة بكاء شديدة وقمت بالنداء لجيراني وقلت لهم نريد سيارة لنقلنا إلى المستشفى”.
وتابعت “أم سليمان” شهادتها قائلة: “لا أعلم لماذا يتم استهدافنا نحن المدنيون بهذه الطريقة وقصف منازلنا وتجمعاتنا فجميع قرانا دمرت ونعيش الآن في مأساة، فأنا اليوم أسكن في “عشة” بعد تدمير منزلي بشكل شبه كامل، وأعتمد على المساعدات التي يرسلها لنا بعض أقاربنا المطاردين “أصلا”من الجيش المصري، فزوجي توفي منذ عدة سنوات ولا أحد يهتم بنا إلا أقاربه”.
وتقوم قوات الجيش المصري بعمليات أمنية موسعة في سيناء منذ أحداث 3 يوليو 2014، وتشن حملات أعتقال وتصفية ميدانية بمدن وقرى عدة بسيناء، وتقصف من خلال كمائنها العسكرية مناطق عدة خاصة في مدينتي رفح والشيخ زويد.
أسر تعاني وتقطن بعشش بالصحراء:
يقطن أكثر المواطنين المهجرين من قرى رفح والشيخ زويد الجنوبية بعد قصف منازلهم بعشش بالصحراء، حيث لا تهتم الدولة نهائيا بهم ولا تقوم بمساعدتهم ولا توجه أي مساعدة مالية أو عينية لهم، حيث عاد المهجرون إلى ما يشبه حياة العصور الوسطى في المعيشة من الاعتماد الكلي على الفحم في إعداد الطعام وإعداد الخبز.
ويقدر عدد المهجرين من هذه المناطق بأكثر من 26 ألف مهجر -بحسب تقرير للمرصد المصري للحقوق والحريات- حيث لا يتوقف الأمر على ذلك، بل تقوم قوات الجيش أيضا بعمل حملات عسكرية على هذه المناطق وتقوم بحرق العشش واعتقال الرجال منها إذا وجدوا.
القصف لا يتوقف
وتتعرض القرى الجنوبية لمدينتي رفح والشيخ زويد منذ يوم الجمعة الماضي إلى قصف عنيف ومركز على بعض المناطق فيها، والذي أسفر عن قتل طفل 13 عاما ويدعى “محمد أبو طرية” من قبيلة الترابين من قرية العجراء جنوب رفح، والسيدة “آمنة الزماط” 44 عاما من قرية “نجع شيبانة”جنوب رفح أيضا، فيما أصيب 7 أفراد من بينهم أطفال.
وروى مصدر خاص لـ”رصد” أن عائلة كاملة نجت اليوم من استهداف مدفعي كانت مكونة من 10 أفراد، حيث أطلق الجيش 3 قذائف على منزلهم من أحد الارتكازات الأمنية بالقرب من قرية الظهير جنوب الشيخ زويد فسقطت القذيفة على المنزل بجنوب غرب الشيخ زويد، إلا أنهم خرجوا جميعا بلا إصابات.