شبكة رصد الإخبارية
follow us in feedly

رسالة لقيادات الإخوان المتناحرة

رسالة لقيادات الإخوان المتناحرة
كنت قد بعثت برسالة قبل شهر رمضان بأيام، أنتهز فيها فرصة نفحات الشهر الكريم، لعلها تكون سببا في لملمة ما حدث من خلافات بين بعض قيادات الإخوان، وكدت أنشرها لكن بعض المحبين طلبوا إرسالها للطرفين، لعل الله أن يهديهم.

كنت قد بعثت برسالة قبل شهر رمضان بأيام، أنتهز فيها فرصة نفحات الشهر الكريم، لعلها تكون سببا في لملمة ما حدث من خلافات بين بعض قيادات الإخوان، وكدت أنشرها لكن بعض المحبين طلبوا إرسالها للطرفين، لعل الله أن يهديهم، ولكن دون جدوى للأسف، فاضطررت الآن لنشرها مع حذف وإضافة ما يقتضيه المقام، وهي كالتالي:

إذا كان لدى بعض قادة الإخوان الوقت والفراغ والتخطيط في إدارة الخلاف مع الفريق الآخر في الإخوان، فأين كان هذا الدهاء والذكاء والفراغ والجهد لكسر الانقلاب، الذي لو وجهتم نصف هذا الجهد أعتقد لكان ذلك أرضى لله، ثم للصف.

إذا كان من أركان بيعة الإخوان: الإخلاص والتجرد، وكان الإخوان يقولون: نحن نحمل أي إنسان يطبق شرع الله، ومستعدون لحمل نعله، والعمل معه، فلماذا لم تتسع قلوب بعضكم بعضا، وإذا كانت هتافات الجماعة وشعاراتها: هي لله، هي لله، فلماذا علا حظ النفس حظ الدعوة عند البعض؟ وإذا كانت المسؤولية في الإخوان تكليفا لا تشريفا، فلماذا التكالب عليها، وكأنها الجنة التي فيها ما لا عين رأيت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر؟!

لماذا نرى منكم حسن خلق، وميلا للعفو والصفح، واستعدادا لمد يد العون لكل الأطياف خارج الإخوان، بينما نرى منكم غلظة في القول، وفجرا في الخصومة مع بعضكم بعضا، لماذا نرى منكم تسامحا وتنازلا عن مساحات من حقكم، تتركونها طيبة بها نفوسكم لمن هم خارج الجماعة، بينما نراكم متكالبين على المناصب داخلها؟!

كنا نقرأ في رسائل الإمام حسن البنا في رسالة (دعوتنا) موقف الناس من الدعوة، فصنفهم أربعة أقسام: مؤمن، متحامل، متردد، نفعي. وكنا نظن أنه يقصد

بهذا التوصيف من خارج الجماعة، فجئتم وأثبتم فهما جديدا لها، وأن هذه الأوصاف تعني فئة في داخلها، فئة نفعية، وفئة متحاملة، وفئة مترددة، وفئة مؤمنة.

لماذا كلما اقتربنا من موجة ثورية قوية تصدع الانقلاب وتنهيه، فجأة تبرز للناس خلافاتكم وتزكم رائحتها العفنة أنوف الصف الإخواني، هل أنتم مخترقون لهذه الدرجة من مخابرات معادية للثورة، أم نكم مخترقون من داخل نفوسكم التي لم تعد ترى سوى رأيها ونفسها؟ والله لو عملت مخابرات الدنيا وخططت للوصول إلى ما وصلتم إليه من تشرذم وشقاق ما أفلحت.

لماذا نراكم فشلة في تطوير أدائكم وقدراتكم الدعوية والسياسية في مواجهة الفساد والانقلاب، بينما نرى كل طاقاتكم وقدراتكم تشحذ في إفساد جهود بعضكم بعضا.

لقد عفونا وتغاضينا عن فشلكم الدعوي والسياسي، أما الذي لن نسامحكم عليه أبدا، فهو فشلكم الأخلاقي، وفشلكم في تصفية القلوب التي أفسدتموها.

هل تصورتم أنفسكم مكان المحكوم عليهم بالإعدام، وكنتم مكان من بالسجن، هل كنتم ستقبلون منهم هذا التخاذل تجاههم، وهذا الأداء الذي لا يسر إلا العدو، ولا يغيظ إلا الصديق، مما جعل بعض المسجونين يقولون: كسرتونا بخلافاتكم! هل يضمن أحدكم أن يكون بمأمن من دعاء أحدهم في السجن، فيجمع بينكم وبين الظلمة في دعاء واحد، ولو من باب الغضب، هل أمنتم دعاء أسرة مكلومة في عائلها، تشاهد وترقب ما تفعلونه، بينما ذووهم في غياهب السجون، مهددون بالإعدام، وهل يضمن أحدكم أن تكون ساعة إجابة فيكون عقاب الله وانتقامه منا ومنكم؟!

تنويه: ربما قال البعض: لماذا لم ترسل الرسالة كما كنت تفعل من قبل وفق الأطر الداخلية للإخوان، ويبدو أن هؤلاء لا يعلمون أننا سلكنا كل طريق بغية الإصلاح، ويبدو أننا سندخل مع هؤلاء في مرحلة التصريح بعد التلميح، لكل محاولة تخرج بالجماعة خارج مسارها الحقيقي، وصدقت العرب قديما حين قال: آخر الداء الكي.



تنفيذ و استضافة وتطوير ميكس ميديا لحلول الويب تنفيذ شركة ميكس ميديا للخدمات الإعلامية 2023