قامت البنوك العامة “الأهلي ومصر والقاهرة” بفتح سباق شهادات الادخار مرتفعة العائد والذي يصل إلى نحو 12.5%، ببداية الشهر الحالي، تنفيذا لسياسة البنك المركزي الجديدة التي تقتضي بجمع الدولار من السوق وقيام الأفراد بتسييله وتحويله لجنيه.
وتبعت عدة بنوك خاصة نفس السياسة، وقامت بطرح أوعية ادخارية ذات عائد أكبر، وصل لنحو 13.5%، طرحها بنك البركة مصر نهاية الأسبوع الماضي “وثيقة البركة” الادخارية لأجل 3 أعوام.
وتعقيبا على سياسة البنوك الأخيرة المتبعة لضبط السوق السوداء وجمع الدولار من الأفراد، قال ممدوح الولي الخبير الاقتصادي ونقيب الصحفيين الأسبق، إن طرح شهادات ادخار بعائد مرتفع على الجنيه ما هو إلا “وهم” للأفراد، ولن يضاهي الفائدة من الأوعية الدولارية التي يدخر فيها الأفراد فعليا ويصل بها حجم الفائدة معادلا للجنيه، لنحو 15% سنويا، أي أعلى من أعلى معدل فائدة تم طرحه خلال الفترة الحالية.
وقال “الولي” في تصريحات لشبكة “رصد”، إن الأوعية الادخارية بالدولار يتراوح بها سعر الفائدة من 4- 4.75%، أي أنها تحقق فائدة أكبر للأفراد، ولذلك لا تمثل الفائدة الجديدة أي نوع من الجذب للأفراد، إلا المبالغ القليلة بالجنيه.
وأضاف أن من يستثمر الدولار منذ بداية العام عندما كان سعره 7.17، وصولا إلى 8.56 بالسوق السوداء، فقد حقق مكسبا مضاعفا، أكثر من العائد المطروح الجديد من البنوك العامة، لذا لا يوجد أي إغراء للأفراد للقيام بتحويل العملات الدولارية إلى جنيه، فضلا عن عنصر الأمان المتوفر بالعملة الصعبة، أمام سعر الجنيه المضطرب.
وقال الباحث الاقتصادي، مالك سلطان، من خلال منشور على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، معقبا على فكرة زيادة العائد على الأوعية الادخارية: “هو ده الكلام، عايز الناس تبيعلك الدولار، قدم لهم عائد عالي مباشر من بيعه”.
وأضاف: “أنا لو من الحكومة أعمل شهادة وديعة بـ10 آلاف دولار للبنك، يعني تساوي وديعة بـ78 ألف جنيه، عليهم 15% عائدا سنويا، وممنوع استردادها خلال 3 سنوات، وبذلك سيتم إقناع الناس أنها تبيع الدولار وتزود ودائع البنوك الادخارية، وتخلق عائدا مجزيا للأفراد بالجنيه”.
واستطرد قائلا: “أيضا مثلها مثل أي خدمة متميزة تقوم بتقديمها الحكومة للأفراد والدفع بالدولار، ودفع الضرائب بالدولار في مقابل خصم جزء منها، أي العمل على خلق حافز حقيقي للأفراد حتى يتخلوا عن الدولار”.
ويعتبر بنك “البركة- مصر” هو المقدم لأعلى عائد على الشهادات الادخارية، بأجل 3 أعوام، حيث إن الوثيقة تصرف العائد ربع سنويا وتشترط لاكتتاب العميل بها أن يقوم بالتنازل عن الدولار لصالح البنك بالسعر الرسمي، حيث إنه لا يحق لأي عميل قائم بالبنك أو جديد عليه لم يتنازل عن الدولار الاكتتاب فيها.
من الجدير بالذكر أن طرح أوعية ادخارية بعائد مرتفع يخدم توجه البنك المركزي في كبح جماح السوق الموازية ودعم الجنيه مقابل الدولار.
ورفعت 8 بنوك عوائدها الأسبوعين الماضيين بمعدلات أكبر من السوق بنحو 200 نقطة أساس وأبرزها الأهلي المصرى والقاهرة ومصر والاستثمار العربي والتنمية الصناعية والعمال المصري والشركة المصرفية بالإضافة إلى مصر إيران للتنمية.