اشتعل الصراع بين الإعلام المصري والإعلام السعودي بشكل صريح، وتبادل كل طرف الاتهامات، خاصة بعد تقرير الكاتب البريطاني ديفيد هيرست؛ الذي أكد سعي المملكة السعودية للإطاحة بعبد الفتاح السيسي وغضبها من أدائه ووقف المساعدات عن مصر، وتقرير قناة العربية الذي سخر من الانتخابات البرلمانية المصرية.

الهجوم على تقرير قناة العربية

وهاجم الإعلامي المصري سيد علي المملكة العربية السعودية بشكل غير مباشر، حين شن هجومًا على قناة “العربية” بعد سخرية القناة من الانتخابات المصرية.

وقال علي خلال برنامجه على قناة العاصمة: إنه “لما في بنت لبنانية، دمها تقيل قوي وسخيفة جدا طلعت الهانم بتسخر من الانتخابات المصرية، يا ستي عايز أقولك لحضرتك حاجة، إحنا عندنا انتخابات وبنطبل، لبنان عند حضرتك وإنت مش عارفه تختاري رئيس ولا مجلس نواب، بتعرفي ليه؟ لأنه القرار مش بإيديك، القرار بإيد دول تانيه، ثم إن الدول إللي مشاركة في قناة العربية يا فتاتي الانتخابات عندها فعل فاضح، حاجة وحشة، حاجة جريمة، فأرجوك..”.

وقال مخاطبًا المسؤول عن قناة “العربية”: “نستطيع إن إحنا نسخر ونستطيع نقول كلام كتير جدا ولساننا قد كده.. أما إوعى تسخر من إرادة شعب زي الشعب المصري بيعمل عملية انتخابات، وأنا مش بدافع عن حد.. فعيب”.

وتابع علي: “النهاردة والمرة دي رح أعديها لإنه بيقال إنه المملكة العربية السعودية التي نحترم شعبها وقيادتها هي المساهم الأكبر في هذه القناة، بس أنا بسأل المسؤول عن قناة العربية هي البنت اللبنانية إلي عملت البرنامج ده، بتعمله من ورا حضرتك يا أفندم؟ وهل تقبل أي سخرية على أي حد في دول الخليج؟”.

الخروج عن أصول اللياقة

وانتقدت المذيعة لبنى عسل سخرية قناة “العربية” السعودية من الانتخابات في مصر، واعتبرت أن انتقادات القناة جاءت “بشكل خرج عن أصول اللياقة” من قناة “شبه رسمية تعبر عن المملكة العربية السعودية.. قناة إخبارية مهمة”، وقالت مخاطبة الشعب السعودي والمسؤولين عن القناة: “هل ينفع (يجوز) الكلام ده؟ (هذا الكلام) هل يصح اللي حصل؟”.

وأضافت عسل، على قناة “الحياة” المصرية، أن برنامج “عصير انتخابي” الذي بثته قناة “العربية، تضمن أشياء “مسيئة جدا.. مسيئة للشعب المصري ككل، مسيئة للبرلمان”.

وتساءل: “هل السخرية تصل إلى هذا الحد؟ وهو يجوز أن نسخر من برلمان وكيان منتخب ومن إرادة الشعب المصري ونشكك في أهمية البرلمان ودوره؟”، وقالت إن من مصلحة السعودية وأي دولة عربية أخرى أن تكون مصر دولة قوية.

تقرير قناة “العربية” الساخر

وسخرت قناة “العربية” من الانتخابات البرلمانية ونتائجها في مصر، وذلك في برنامج “عصير انتخابي” الذي تقدمه المذيعة اللبنانية نيكول تنوري، في حين اعتبرت الحكومة المصرية مزج الهزل والسخرية في أمر جاد مثل الانتخابات أمر لا يليق من قناة يفترض أنها جادة ومحترمة.

وقالت المذيعة نيكول تنوري، في مقدمة البرنامج: “العصير مستمر والعصرة الثانية من الانتخابات، اللهم أعطنا على قد نيتنا في العصر واجعلها –مزهزه- بالحضور الانتخابي، ولا تكسر بخاطرها مثل الجولة الأولى”.

وتهكمت تنوري على فوز أحمد مرتضي منصور وعبد الرحيم عن دائرة الدقي، قائلة “لا ينفع أن ينجح كل الطبالين دون رقاصة، كان لزاما أن تدخل معهم سما المصري”.

اتهامات مصرية بدعم السعودية للإرهاب

وفي مداخلة هاتفية للكاتب المصري نشأت الديهي، على قناة “أون. تي. في”، المملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس، اتهم حكومة المملكة العربية السعودية بدعم التنظيمات الإرهابية، وزعم أنها هي من كانت تدعم تنظيم “النصرة” ثم انقلبت عليه، بحسب إدعائه.

السعودية ترد على الإعلام المصري

ومن جهته تصدى الإعلامي السعودي البارز جمال خاشقجي، لمزاعم الديهي، مشيرا إلى أن هجوم الإعلام المصري على السعودية ليس مجرد حوادث عارضة ومتفرقة بل هو هجوم مدروس وممنهج.

وأضاف خاشقجي في تغريدة نشرها عبر حسابه الرسمي على “تويتر” قائلاً: “إصرار الإعلام المصري واستمراره بالإساءة للمملكة بدون تدخل كبير عندهم يشي بأن المسألة ليست عارضة وحرية رأي مزعومة!”.

وبدوره عقب الكاتب السعودي صالح سليمان الحناكي على أقوال خاشقجي بتغريدة في السياق ذاته قائلاً: “مواصلة إعلام السيسي هجومه الحاقد وافتراءاته على المملكة، يشير فعلا إلى أنه ليس عفويا بل هو عمل ممنهج ومرتب ومدفوع”.

وكان الكاتب والإعلامي السعودي خالد العلكمي علق في وقت سابق على هجوم عيسى على السعودية عشية هجمات باريس بالقول في تغريدة له: “إعلام السيسي يواصل النهيق، إبراهيم عيسى يحمّل السعودية مسؤولية #اعتداءات_باريس وإعلامنا طبعاً سيواصل الصمت”.

وتابع في تغريدة أخرى “تناغم عجيب بين أذناب إيران وإعلام السيسي والجالية الليبرالية في الداخل، في حملة نباح متواصل على السعودية”.

وطالب الكاتب السعودي إدريس الدريس المسؤولين عن الإعلام المصري بالتوقف عن اتباع الأسلوب الدعائي والترويجي “العاطفي والمعتمد على التحريض والإثارة”، قائلا لهم: “كفاية بأه”، بحسب قوله.

إيران اشترت أقلام الإعلام المصري

وفي مقال للمستشار الإعلامي الدريس، في صحيفة “الوطن” السعودية، قال الدريس إن “الإعلام المصري تأسس في منهجه العاطفي، وتكرس في توجهه القائم على التحريض والإثارة منذ أيام أحمد سعيد، وتصدر المشهد، وسيطر على الذائقة العربية قبل أكثر من 50 عاما”، مشيرًا إلى أنه كان يجب أن ينقرض “لولا أن مؤسس هذه المدرسة محمد حسنين هيكل بقي مستمرًا حتى الآن يمارس تعاليه وفوقيته، ويجذب إليه بادعاءاته التي لا تسندها الوقائع حشدًا من التابعين”.

وأضاف قائلاً: “إننا لا نشتم مصر، ولا نسيء لأهلها في إعلامنا، ولو تمادى أحدنا وأراد ذلك لما سمحت له الدولة هنا، لأن للإعلام عندنا أخلاقيات، ولعلاقات الدول الشقيقة حدود لا يمكن تجاوزها وخصوصيات لا يجوز المساس بها”.

واعتبر الكاتب أن العاملين بالإعلام المصري ويهاجمون السعودية “اشترت إيران أقلامهم بأرخص الأثمان”.

واختتم الكاتب السعودي بقوله: “نرجوكم يا عقلاء الإعلام المصري: لقد شارف حلمنا على النفاد”.

الإعلام المصري يضرب أمنه القومي

وقال الأكاديمي والمفكر الإماراتي، الدكتور عبدالخالق عبدالله، مستشار ولي عهد أبوظبي، إن تراشق الإعلام المصري مع السعودية يضرب بعمق بلاده الأمن القومي عرض الحائط.

وأضاف “عبدالله” فى تغريدة له عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”: “لا يوجد إعلام بالعالم يضرب بعمق بلاده القومي عرض الحائط سوى الإعلام المصري، والتراشق مع السعودية أحدث مثال”.