حكى الشاعر والروائي عمر حاذق أحد المواقف التي مر بها بالسجن خلال اعتقاله في أواخر عام 2014، ليكشف عن الطريقة التي يفكر بها الضباط في السجون.
وكتب الحازق في منشور له عبر صفحته الرسمية على موقع “فيس بوك”: “خلال زيارة من زيارات السجن أواخر 2014 (لما كانت الأحوال أفضل كتير)، لقيت ماما متنرفزة جدا وأخويا الصغير بيضحك، أثناء تفتيش الزيارة، ضابط المباحث لقى ورق الأوريجامي الملون والدياجرام الخاص بقطع الأوريجامي الجديدة، (الدياجرام عبارة عن نموذج خطوات هندسي مطبوع على ورق بيشرح إزاي تطبق الورقة المربعة بالتدريج لحد ما تتحول للتصميم النهائي: وردة، عصفورة) فأول ما الضابط شافه قال لا ده مستحيل يدخل، ماما شرحت له إني راجل فنان وباعمل لزمايلي زهور وعصافير وفراشات عشان يدوها لأطفالهم في الزيارات”.
وتابع قائلا: “الضابط قالها لا.. الحاجات الهندسية دي خطر على أمن السجن أصلا، ده ممكن يهد السجن بيها! أخويا قال لي مسكت نفسي بالعافية لأني كنت هانفجر في الضحك، فرّجوه على الشكل النهائي للدياجرام: عصفورة وفراشة وبدوي أي علاقات هندسية معمارية، صمم وقال لا أنا مادرستش هندسة واللي ماعرفوش مادخلوش، الغريب إنه صمم كمان على عدم دخول ورق الأوريجامي الملون السادة، دون أي نقوش أو رسوم”.
وأضاف: “الضابط قال لماما.. طالما الورق ده جاي مع الورق الهندسي (قصده على ورق الدياجرام) يبقى مايدخلش زيه!! الأغرب من كده إنه لقى كمان مقص ورق بلاستيك بدون شفرة مسموح بيه لأن مافيهوش معادن، فصرخ في وش أخويا: شفت؟؟ شفت؟؟ مش قلتلك ده خطر على السجن؟ أخويا بيقولي الضحك طار من جوايا من ذهولي”.
وأردف قائلا: “عارفين الأغرب من ده كله إيه؟ في موسم الترقيات التالي الضابط ده اترقى إلى رئيس مباحث في سجن تاني”.
وأكمل: “الذكريات دي عمالة ترف عليّ من ساعة ما قريت كلام طارق وميسون المصري عن منع دخول الألوان لأحمد البطل والخيوط الملونة لماهينور العظيمة.. ولا بد (لأم) الليل أن ينجلي”.