لندن- ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية أن الآمال في رحيل نظام الرئيس السوري بشار الأسد تتضاءل بنحو سريع، وذلك في نفس الوقت الذي يتعثر فيه أداء الاقتصاد السوري بسبب العقوبات المفروضة عليه.
وقالت الصحيفة- في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني الثلاثاء 13-3-2012 "إنه منذ أربعة أشهر مضت أعرب العديد من زعماء العالم عن اعتقادهم بأن المستقبل القريب يحمل في طياته بوادر انهيار الحكومة السورية، مشيرة إلى احتمال تأثرهم بمصير معمر القذافي، لكنها عادت لتؤكد أنه قد أصبح من الجلي الآن أن الإطاحة بالأسد هو أمر قد لا يحدث في المستقبل القريب".
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان محاولات بعض الدول لدفع إحدى القوى الكبرى لاتخاذ إجراء حاسم من أجل تشجيع عملية الانتقال السياسي في سوريا، فبرز أحد المقترحات على الساحة الدولية بمحاكاة ما حدث في بني غازي إبان الثورة الليبية العام الماضي عن طريق فرض منطقة حظر جوي فوق سماء سوريا تكون بالقرب من الحدود الأردنية أو التركية.
وأضافت "لكن الأردن وتركيا أعلنا رفضهما لفكرة الانجرار إلى حرب برية فوضوية مع الجيش السوري، لافتة إلى أن حالة من الجمود باتت تفرض نفسها على الوضع الراهن دون وجود سبب فوري لكسرها على نحو يفسر بقاء قوة عناصر النظام السوري على حالها إلى حد كبير دون وجود كم كبير من الانشقاقات بداخلها".
وأشارت الصحيفة إلى قدرة القوات السورية على سحق الانتفاضة في كل مدينة على حدة مثل مدينة حمص والانتقام من شعبها، ولكنها لا تستطيع القضاء على الثورة السورية في كل مكان في ذات الوقت.
وفي محاولة للإجابة على سؤال حول ما الذي يمكن أن يكسر توازن القوة لدى السلطات السورية، قالت الصحيفة "إنه في حال قيام النظام السوري بمجزرة كتلك التي حدثت في مدينة حماة عام 1982، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 10 آلاف مواطن، فإن ذلك من شأنه استفزاز القادة السنيين في الجيش السوري ودفعهم إلى إعلان عصيانهم"، وأضافت "أو أن يتم تمهيد الطريق لزيادة احتمالات التدخل الخارجي على نحو يدفع الأسد إلى توسيع دائرة اعتماده المقصورة على طائفة العلويين لتشمل جزءًا على الأقل من المجتمع السني لأجل مواصلة إحكام قبضته على الأمور في سوريا".